المقصد الثانی الواجبات فی الصلاة

شبهة ناشئة من لحاظ الجزء مستقلاًّ ولحاظه تبعاً

کد : 152585 | تاریخ : 07/03/1395

شبهة ناشئة من لحاظ الجزء مستقلاًّ ولحاظه تبعاً

‏ ‏

‏نعم، قد یشکل ذلک؛ لأجل أنّ شرط الـطبیعـة إن کان شرطاً لها بما هی‏‎ ‎‏هی، فخلوصها من الـریاء إجمالاً لا یکفی لصحّتها؛ لحصول ماهو الـمشروط.‏

‏وإن کان شرط الأجزاء، فبطلان الـجزء لایستلزم بطلان الـکلّ ولو کان‏‎ ‎‏واجباً؛ لتدارکـه فی الـمحلّ، أو لقضائـه خارج الـصلاة.‏

‏نعم، الـجزء الـرکنیّ یورث بطلانُـه بطلانَها.‏

‏فعلیـه لابدّ وأن یکون شرطَ الـطبیعـة، وشرطَ الأجزاء معاً، حتّیٰ یجب‏‎ ‎‏الـخلوص فی جمیع الأجزاء، وتبطل الـصلاة بالإخلال بـه فی بعضها، وهذا‏‎ ‎‏ممّا لا شاهد لـه فی أدلّـة الـمسألـة.‏

أقول:‏ الـخلط بین لحاظ الـجزء مستقلاًّ ولحاظِـه تبعاً، أوجب‏‎ ‎‏الـشبهـة؛ فإنّـه لیس الـخلوص شرط الأجزاء؛ بمعنیٰ أن یلاحظ أجزاءها‏‎ ‎‏واحداً بعد واحد، واعتبر فیها ذلک، بل هو شرط الأجزاء فی لحاظ الاجتماع،‏‎ ‎‏لأنّها لیست إلاّ الـکلّ والـطبیعـة الإجمالیّـة، فما هو شرط الـطبیعـة شرط‏‎ ‎‏الأجزاء، وما هو شرط الـجزء فی لحاظ بقیّـة الأجزاء، هو شرط الـطبیعـة‏‎ ‎‏علی الإجمال.‏

‏فلو أخلّ بالخلوص فی جزء، أخلّ بشرط الـطبیعـة؛ لأنّـه لم یعتبر ذلک‏‎ ‎‏الـجزء مستقلاًّ، حتّیٰ یکون هو باطلاً بالاستقلال، وماهو شرط الـطبیعـة، لابدّ‏‎ ‎‏وأن یلاحظ فی جمیع أجزاء الـطبیعـة؛ لأنّها لیست إلاّ هی.‏

‏فمن الـجزء ماهو بحیال الـکلّ، ومن الـجزء ما هو فی لحاظ الـبقیّـة‏‎ ‎


‎[[page 116]]‎‏عین الـکلّ، فلاتخلط.‏

‏وتوهّم جریان الـقاعدة فیما لو أخلّ بشرط الـعبودیّـة أیضاً؛ بأن تکون‏‎ ‎‏صلاتـه صحیحـة لو عبد الـبیت بعد أمر الـرسول؛ توهّماً أنّـه یأمر بعبادتـه،‏‎ ‎‏فاسد؛ لأنّ «الـعبودیّـة» من الـعناوین الـمقوّمـة لموضوع ‏«لاتعاد...» ‏بخلاف‏‎ ‎‏الـخلوص من الـریاء، خصوصاً بعض مراتبـه الـمخفیّـة.‏

‏ولم یتعرّض الـسیّد الـیزدیّ فی «الـعروة» والأصفهانی فی‏‎ ‎‏«الـوسیلـة» لهذه الـمسألـة؛ وهو الإخلال غیر الـعمدیّ بشرط الإخلاص‏‎ ‎‏خصوصاً.‏

‏نعم، مقتضیٰ عموم فتواهم، صحّـة الـعبادة الـفاقدة لهذا الـشرط، إلاّ عن‏‎ ‎‏عمدٍ، أو فی بعض صور الـجهل بالمسألـة.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 117]]‎

انتهای پیام /*