الاستدلال علی وجوب قصد الأداء وجوابه
وقد یتوهّم لزوم قصد الأداء والـقضاء؛ لأنّـه یجب قصد الـمأمور بـه بجمیع أجزائـه وشرائطـه ولو إجمالاً، والأداء منتزع من إتیان الـفعل فی الـوقت، ولو کان الـوقت من الـقیود فیجب إدخالـه فی الـقصد.
وفیه: أنّـه کبری وصغری ممنوع:
أمّا أوّلاً: فلما عرفت من أنّ مَنْ صلّیٰ فی الـوقت بجمیع شرائطها وأجزائها، غافلاً عن شرطیّـة الـوقت، صحّت صلاتـه؛ وذلک لأنّ الـشرائط والأجزاء، لایعتبر لحاظها فی الـقصد ولو إجمالاً، بل هی معتبرة بوجودها الـواقعیّ، فمن یصلّی مدّة الـعمر مع الـستر، معتقداً عدم اشتراط الـستر فی
[[page 55]]الـصلاة، تصحّ صلاتـه حسب الـقواعد الأوّلیـة، ولا یتخیّل توهّم اعتبار قصد تلک الاُمور فی حصول الامتثال والـمأمور بـه.
وأمّا ثانیاً: فالأداء غیر الإتیان فی الـوقت، ولو کان شرطاً فهو لایکفی للـزوم اعتباره فیها، بل حینئذٍ یحتاج إلـی الأمر الآخر، وذلک مثل صلاة الـظهر، فإنّها إتیان الـصلاة فی الـظهر، إلاّ أنّ لزوم ذلک فرضاً، لایستلزم لزوم قصد الـظهریّـة.
فتحصّل: أنّ الأدلّـة خالیـة عن اعتبار قصد الأداء، بخلاف قصد الـقضاء، مع احتیاج الـمکلّف إلـی اعتباره عقلاً.
[[page 56]]