تقریب آخر للقول بالبطلان
وهنا تقریب أشرنا إلـیـه، وهو ینتهی أیضاً إلـی الـبطلان، وهو: «أنّ السنّة لا تنقض الفریضة» لـه عکس نقیض، وهو: «أنّ ما ینقض الـفریضـة
[[page 195]]لیس بسنّـة» والـمراد هی الـثابتـة فی الأخبار لا الـکتاب.
ویکفی لإثبات الـطهور الـخبثی من الـکتاب، قولـه تعالـیٰ «وَرَبَّکَ فَکَبِّرْ وَثِیَابِکَ فَطَهِّرْ وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ» کما هو کذلک بالـنسبـة إلـی الـرکوع والـسجود، لـما لا دلیل علیـه إلاّ بعض الآیات الـمناسبـة بضمیمـة بعض الأخبار.
وفیه: إنّ ماهیّـة الـصلاة الـتی هی مورد الأمر، یعلم أنّها هو الـرکوع والـسجود، وهذان الـفعلان تمام حقیقـة الـصلاة فی قولـه «أَقِیمُوا الصَّلاَةَ» وهما ثابتان بالـکتاب بهذه الآیات دون تلک الآیات مثل قولـه تعالـیٰ «فَارْکَعُوا مَعَ الرَّاکِعِینَ» أو قولـه تعالـیٰ «وَاسْجُدْ ...»، فإنّ ذلک یشبـه استدلال الـعامّـة، فإذا قال تعالـیٰ «وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا» وقال «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ».
فلابدّ من تحریر الـماهیّـة وتقرّرها، فکان الـرکوع والـسجود معظم الأجزاء الـذی ذهب إلـیـه الـمشهور فی الأعم والأخصّ عند تصویر الـجامع، فلا یتمّ ما اُفید وجهاً لـبطلان الـصلاة لـلإخلال بالـطهور الـخبثی، من ناحیـة أنّ هذا الـطهور أیضاً من الـکتاب والـفریضـة، مع أنّ فی الـذیل صدوراً
[[page 196]]وظهوراً، إشکالاً محرّراً فی الـسابق.
[[page 197]]