المقصد الثالث فی الخلل

بقیت فروع اُخر فی مسألة خلل الطهور

کد : 153081 | تاریخ : 09/03/1395

بقیت فروع اُخر فی مسألة خلل الطهور

‏ ‏

‏وهی أن یحدث فی الـتشهّد قبل الـسلام، أو قبل الـتشهّد، أو قبل‏‎ ‎


‎[[page 186]]‎‏الـسلام وبعد الـتشهّد، فإنّ مقتضی الـقاعدة عندنا إنّ حدیث «لاتعاد» ناظر‏‎ ‎‏إلـیٰ مقام الامتثال حسب الـظاهر، فلو کان الـحدث من الـقواطع، فهو من‏‎ ‎‏الـسنّـة و«‏السنّة لا تنقض الفریضة‏».‏

‏وأمّا الـتمسّک بـ «لاتعاد» فهو أیضاً فی محلّـه؛ لأنّ الإعادة من قبل‏‎ ‎‏الـخمسـة لازمـة دون غیرها، سواء کان من الأجزاء والـشرائط الـراجعـة‏‎ ‎‏إلـیٰ مرحلـة تقرّر الـماهیّـة، أو إلـی الـفروع الـراجعـة إلـیٰ مرحلـة‏‎ ‎‏الـوجود.‏

‏فلو أحدث بعد الـسجدتین فإمّا یکون الـبطلان مستنداً إلـی الـقاطع،‏‎ ‎‏فهو داخل فی عقد الـمستثنیٰ منـه، وفی قولـه ‏‏علیه السلام‏‏: «‏إنّ السنّة لا تنقض‎ ‎الفریضة‏» والـحدث قاطع من الـسنّـة بالـمعنی الأعمّ.‏

‏وإمّا یکون الـبطلان مستنداً إلـی الإخلال بشرط الـصلاة علی الإطلاق،‏‎ ‎‏فهو فی غیر محلّـه؛ لأنّها واجدة لـلشرط الـمذکور، إلـیٰ ما بعد الـسجدة، أو‏‎ ‎‏إلـیٰ شرط الـتشهّد، لاشتراط دوام الـطهور إلـی الـسلام، فهو من جهـة‏‎ ‎‏الـشرط من عقد الـمستثنیٰ، ومن جهـة الـمشروط من عقد الـمستثنیٰ منـه،‏‎ ‎‏وحیث یکون ترک الـتشهّد رأساً غیر مضرّ؛ لأنّـه من الـسنّـة، فکیف یمکن أن‏‎ ‎‏یکون من ناحیـة شرطـه کالـموالاة مثلاً مضرّاً، فهذا یؤیّد ما ذکرناه من کفایـة‏‎ ‎‏کون الـطبیعـة لـها الـطهور، فبالـحدث یخرج عن الـصلاة، إن قلنا بقاطعیّتـه،‏‎ ‎‏إلاّ أنّـه لا یوجب الإعادة لـما اُشیر إلـیـه.‏

‏وما فی جملـة من الأخبار الـمختلفـة لـساناً، ربّما یکون ناظراً إلـیٰ‏‎ ‎


‎[[page 187]]‎‏هذه الـمقالـة، وقد ذکرها «الـوسائل» فی أبواب قواطع الـصلاة‏‎[1]‎‏، ویظهر من‏‎ ‎‏حمل الـشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ علیٰ حصول الـحدث نسیاناً، وخصّـه بالـتیمّم‏‎[2]‎‏ أنّ ما مضیٰ‏‎ ‎‏غیر بعید، کما یظهر من نفس هذه الأخبار الإشارة إلـی الـتقیّـة وفتواهم‏‎ ‎‏الـشاهر الـفجیع، وإن کان یمکن الـتقیید إلاّ أنّـه واضح الـکذب عند صغار‏‎ ‎‏أبناء الإمامیّـة.‏

‏وهناک تقریب ینتهی إلـی الـبطلان حسب الـقاعدة، لإمکان الـتفکیک‏‎ ‎‏فی الاعتبار؛ ضرورة أنّ الـحدث فی الأثناء من الـحدث فی الـصلاة، وعندئذٍ‏‎ ‎‏ینقض الـطهور وهو داخل فی عقد الـمستثنیٰ، فیلزم الإخلال بالـرکن الـذی‏‎ ‎‏هو موجود فی جمیع الأحوال الـصلاتیّـة الـرکنیّـة وغیر الـرکنیّـة، ولیس‏‎ ‎‏وضع الـطهور مختلفاً باختلاف أوضاع الأحوال، والأجزاء، والأفعال الـرکنیّـة،‏‎ ‎‏وغیر الـرکنیّـة.‏

‏ومقتضیٰ عکس نقیض ذیل الـقاعدة: إنّ کلّ ما ینقض الـفریضـة لـیس‏‎ ‎‏من الـسنّـة، والـطهور لا ینقض الـفریضـة؛ لأنّـه ممّا فرضـه اللّٰه فی الـکتاب،‏‎ ‎‏فالـصلاة تبطل من جهـة شرط رکنی قائم بالـمصلّی، أو بالـصلاة من الابتداء‏‎ ‎‏إلـی الانتهاء، بناء علیٰ ما هو الـمعروف عندهم، والـمرکوز فی أذهانهم، نعم‏‎ ‎‏یمکن الـتقیید بالـقید الـمعتبر، وهو غیر موجود.‏

‎ ‎

‎[[page 188]]‎

  • )) وسائل الشیعة 7 : 235 ـ 237 ، کتاب الصلاة ، أبواب قواطع الصلاة ، الباب 1 ، الحدیث 9 و 10 و 11 .
  • )) الاستبصار 1 : 401 .

انتهای پیام /*