المقصد الثالث فی الخلل

مقتضیٰ قاعدة «لا تعاد» حال الخلل بالقبلة وبیان إطلاق المستثنیٰ فیها

کد : 153236 | تاریخ : 09/03/1395

مقتضیٰ قاعدة «لا تعاد» حال الخلل بالقبلة وبیان إطلاق المستثنیٰ فیها

‏ ‏

‏إذا عرفت ذلک، فقبل الـخوض فی الأدلّـة الـخاصّـة، یجب ا لـنظر إلـیٰ‏‎ ‎‏مقتضیٰ قاعدة «لا تعاد».‏

‏وحیث إنّ الأمر بالإعادة والـنهی عنها لـیسا إلاّ إرشاداً إلـیٰ صحّـة‏‎ ‎‏الـمأتی بـه وفساده، ولایستقلاّن فی الـنفسیّـة والـمولویّـة وتبعاتهما‏‎ ‎‏بالضرورة، فربّما یقال: إنّ الـمستثنیٰ منـه وإن کان لـه الإطلاق، ولکنّ‏‎ ‎‏الـمستثنیٰ لا إطلاق لـه‏‎[1]‎‏، فنقصان الـصلاة من جهـة الـقبلـة استدباراً، أو‏‎ ‎‏إلـی الـیمین والـیسار ـ بناءً علیٰ کونهما بمنزلـة الاستدبار من جهـة الـوقت،‏‎ ‎‏وخارجـه ـ خارج عن الـمستثنیٰ، ولا إطلاق لـه کی یقال: إنّ قضیّتـه هو‏‎ ‎‏الـبطلان، کما هو مقتضیٰ شرطیّـة الـقبلـة، وهکذا بالنسبـة إلـی الاختلال‏‎ ‎‏ببعض أجزاء الـصلاة، من جهـة الـقبلـة.‏

‏ولکن لا یبعد عندنا الإطلاق، کما هو الـمرجع عند الـشکّ فی الإطلاق،‏‎ ‎‏إذا لـم یکن الـکلام مشتملاً علیٰ ما یصلح لـلقرینیّـة علیٰ عدم الإطلاق، ویؤیّد‏‎ ‎‏الإطلاق ذکر طائفـة من موجبات فساد الـصلاة.‏

‏ویدلّ علیـه ما فی ذیلها من: ‏«أنّ السنّة لا تنقض الفریضة»‏ فإنّـه یتبیّن‏‎ ‎‏منـه الإطلاق بالضرورة، ولو کان الـذیل أصلاً والـصدر فرعاً.‏

‏وعلیٰ هذا، یستنتج أنّ الـصلاة الـفاقدة لـلقبلـة باطلـة، وحیث لا یکون‏‎ ‎‏الـنظر فی قولـه ‏‏علیه السلام‏‏: ‏«لا تعاد الصلاة»‏ إلـی الأجزاء بالتفصیل، بل الـمنظور‏‎ ‎
‎[[page 91]]‎‏إلـیـه هی ذات الـصلاة، ونفس هذا الـعنوان الـواحد الـبسیط الـعرفی الـفانی‏‎ ‎‏فیـه الأجزاء، لا تکون الـصلاة فاقدة لـلشرط، وهی الـقبلـة، بالضرورة.‏

‏ولعلّ سرّ صحّـة الـصلاة الاستدراکیّـة، فی أوّل الـوقت أو آخره، مع‏‎ ‎‏رعایـة بعض الـشرائط، هو ذلک، ولا ینافی الأخبار فی تلک الـمسألـة مستثنیٰ‏‎ ‎‏«لا تعاد» بعد ذلک.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 92]]‎

  • )) الصلاة (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1: 204 ـ 205.

انتهای پیام /*