المقصد الثالث فی الخلل

توضیح : المراد من الزیادة

کد : 153274 | تاریخ : 10/03/1395

توضیح : المراد من الزیادة

‏ ‏

أقول:‏ قد تحرّر فی کلمـة «الـزیادة» أنّها لازمـة ومتعدّیـة‏‎[1]‎‏، ویستظهر‏‎ ‎‏من الـنحو أنّها تتعدّیٰ إلـی اثنین مثل قولـه «زاد اللّٰه زیداً رزقـه» ولا یخفیٰ ما‏‎ ‎‏فیـه، ولکن فی الـلغـة والاستعمال «زاد زید» بمعنیٰ نما و«زاد فی الـشیء»‏‎ ‎‏تکلّف الـزیادة فیـه، والـزیادة: ما یزاد أو یزید، «زیادة الـکبد» زائدتـه‏‎[2]‎‏.‏


‎[[page 58]]‎وبالجملة: ‏یقال لـه الإصبع الـزائد، و«زاد اللّٰه شیئاً فی الإنسان» أو «فی‏‎ ‎‏ابن زید» من غیر أن یلزم صدق الإنسان علیٰ ما یزداد فیـه.‏

وثالثة :‏ أنّ حدیث «من زاد» فی صلاتـه مجمل؛ لاحتمال کون الـمعنون‏‎ ‎‏عنوان الـصلاة، أو الـرکعـة، أو الـشیء، وحملـه علیٰ مفهوم الـشیء غیر‏‎ ‎‏موجّـه، بعد وجود الأخبار الـکثیرة الـناطقـة بزیادة الـرکعـة، فلو لا تلک‏‎ ‎‏الأخبار، یمکن دعوی انصرافـه إلـیٰ عنوان الـشیء والـمفهوم الـعامّ؛ نظراً‏‎ ‎‏إلـیٰ حذف الـمفعول بـه، ولکنّـه یلزم الإجمال، فلا معارض لـحدیث «لا‏‎ ‎‏تعاد» من هذه الـناحیـة ولو قلنا بأنّـه الأعمّ من الـزبادة والـنقیصـة.‏

ورابعة :‏ بأنّ حدیث «لا تعاد» مخصوص بالنسیان؛ نظراً إلـی انصرافـه‏‎ ‎‏عن الـعمد، وامتناع شمولـه لـلجهل، ولنسیان الـجزئیّـة، ولمساعدة الاعتبار،‏‎ ‎‏وکثرة الابتلاء، وحدیث «من زاد» أعمّ من الـعمد والـجهل والـنسیان فیقیّد‏‎ ‎‏بـ «لا تعاد» بعد اتّفاقهما فی الـمستثنیٰ، فیلزم الـتوفیق بینهما.‏

‏وقد أفتی الـمشهور بمبطلیّـة الـزیادة الـعمدیّـة والـجهلیّـة، ومجرّد‏‎ ‎‏إمکان الـفرار عن إمتناع الـدور، لا یکفی، بعد وجود الإجماع علی اشتراک‏‎ ‎‏الـناس فی الأحکام الـفعلیّـة، وأنّهم علیٰ نعت واحد، ولو قیل بصحّـة الـزیادة‏‎ ‎‏الـجهلیّـة بالنسبـة إلـی الأجزاء الـندبیّـة‏‎[3]‎‏، فهو لـخروجها عن عنوانها أی:‏‎ ‎‏لـعدم کونها من الـزیادة، کما لا یخفیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 59]]‎

  • )) صحاح اللّغة 2 : 481، المصباح المنیر 1 : 309 ، أقرب الموارد 1 : 483 ، المنجد : 314 .
  • )) المنجد : 314 .
  • )) مستند العروة الوثقیٰ 6 : 34 .

انتهای پیام /*