کتاب البیع

بحث: حول اختصاص بحث المقبوض بالعقد الفاسد بصورة جهل المتعاملین حال العقد

کد : 153462 | تاریخ : 10/03/1394

بحث: حول اختصاص بحث المقبوض بالعقد الفاسد بصورة جهل

‏ ‏

‏المتعاملین حال العقد‏

‏ ‏

‏لایبعد أن یکون الـمقصود من عنوان الـبحث، الـمقبوضَ بالـعقد‏‎ ‎‏الـفاسد الـذی تبیّن فساده بعد الـعقد، ولو کانا عالـمین أو کان أحدهما عالـماً‏‎ ‎‏بالـفساد، فلایعقل ترشّح الـجدّ حتّیٰ یوجد الـعقد الـفاسد، ولاتعدّ‏‎ ‎‏نفس الـصورة الـمتکلّم بها من الـعقد عقداً.‏

‏نعم، غیر الـمبالـین بالـدیانـة ینشئون عناوین الـعقود، ولایرون‏‎ ‎‏تصرّفهم فی الـمأخوذ بها من الـتصرّف فی مال الـغیر، ولکنّـه لغفلتهم عن‏‎ ‎‏ذلک، وعدم ارتباطهم بالـمسائل الـدینیّـة، ولذلک عند الـسؤال عنهم‏‎ ‎‏لایجیبون إلاّ بأنّ الـمأخوذ ملک الآخر، فعلیـه ربّما تکون هذه الـصور‏‎ ‎‏خارجـة من الـجهـة الـمبحوث عنها.‏

‏نعم، لا فرق بین الـجاهل والـعالـم غیر الـمعتنی الـمؤدّی ذلک إلـی‏‎ ‎‏تغافلـه عن الـقیود والـشرائط، فإنّـه فی هذه الـصور یثبت الـضمان أیضاً.‏‎ ‎‏وحکم الـصور الـخارجـة من عنوان الـبحث، یأتی من ذی قبل إن شاء اللّٰه‏‎ ‎


‎[[page 203]]‎‏تعالـیٰ.‏

‏والـتمسّک بقاعدة الـغرور لإثبات ضمان الـعالـم للجاهل‏‎[1]‎‏، فی‏‎ ‎‏غیرمحلّـه؛ لأنّ مقتضاها رجوع الـمغرور إلـی الـغارّ، وصدق «الـغرور»‏‎ ‎‏ممنوع إلاّ فی بعض الـفروض، وإذا تحقّق الـغرور فلک دعویٰ سقوط حرمـة‏‎ ‎‏مالـه الـذی أخذه الـمغرور، فإنّـه سلّطـه علیـه لأن یغرّه، فلایکون الـجاهل‏‎ ‎‏ضامناً، فتأمّل.‏

‏ومن الـممکن دعویٰ: أنّ عنوان الـبحث أعمّ؛ ضرورة أنّ الـعقد کما‏‎ ‎‏یستند بطلانـه إلـیٰ فقد الـشرط والـجزء، کذلک یستند إلـیٰ فقد الـجدّ؛ فإنّ‏‎ ‎‏الإرادة من شرائطـه الـمقوّمـة فی محیط الـعقلاء، ولو کان فقدها موجباً لعدم‏‎ ‎‏اتصافـه بالـفساد، یلزم اشتراک سائر الـشرائط الـعقلائیّـة معها؛ لأنّها عندهم‏‎ ‎‏من الـمقوّمات، ولیس عندهم شرط یسمّیٰ بـ «شرط الـصحّـة» وعندئذٍ لا‏‎ ‎‏فرق فی هذه الـشروط بین حالـتی الـعلم والـجهل، فینحصر الـبحث بالـعقد‏‎ ‎‏الـفاقد لشرط الـصحّـة؛ وهو الـشرط الـشرعیّ، فیعلم من ذلک: أنّ‏‎ ‎‏الـمقصود هو الـمقبوض بعد الـعقد الـفاسد بعنوانـه؛ وإن کانا یعلمان‏‎ ‎‏بلغویّتـه، فلیتدبّر.‏

وإن شئت قلت:‏ إنّ دلیل قاعدة «مایضمن بصحیحـه...» هو الإقدام علیٰ‏‎ ‎‏أن لایکون الـمال مجّانیاً، وهو ملازم للتضمین عند الـعقلاء، وقضیّـة ضمان‏‎ ‎‏الـمتعاملین کون الـمال الـمقبوض غیر الـمجّانی مضموناً؛ سواء کان منشاُه‏‎ ‎


‎[[page 204]]‎‏الـعقد الـفاسد، أو أمراً آخر، إلاّ إذا کان بعنوان الأمانـة، وتفصیل الـبحث‏‎ ‎‏حول الـمستثنیٰ یطلب من محالّ اُخر.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 205]]‎

  • )) جواهر الکلام 37: 179 ـ 180، مسالک الأفهام 2: 213 / السطر 20، الروضة البهیّة 1: 316 / السطر 7.

انتهای پیام /*