کتاب البیع

التنبیه الخامس: فی جریان المعاطاة فی جمیع العقود والإیقاعات إلاّ فی صنفین

کد : 153524 | تاریخ : 10/03/1394

التنبیه الخامس: فی جریان المعاطاة فی جمیع العقود

‏ ‏

‏والإیقاعات إلاّ فی صنفین‏

‏ ‏

‏قضیّـة الـقاعدة جریان الـمعاطاة فی جمیع الـعقود والإیقاعات إلاّ‏‎ ‎‏صنفین منها، فهاهنا ثلاث دعاوٍ:‏

الاُولی:‏ عموم الـمستثنیٰ منـه، وذلک لأنّ الألفاظ والأفعال بأنحائهما‏‎ ‎‏من الاُمور الـممکنـة الإنشاء بها، لما مضیٰ من أنّ الـمدار علی الـطریقـة‏‎ ‎‏الـعقلائیّة، وهی أعمّ، بل قد عرفت أصلحیّة الـفعل من الـقول‏‎[1]‎‏. وما یتوهّم‏‎ ‎‏من قصور الأفعال عن إیجادها عناوین الـمعاملات‏‎[2]‎‏، فی غیر محلّـه؛ لأنّ‏‎ ‎‏الـوجدان علی خلافـه.‏

الثانیة:‏ من الـعقود والإیقاعات بل ومن أفراد الـبیع والإجارة، ممّا‏‎ ‎
‎[[page 134]]‎‏لایمکن الـتوصّل إلـیها بالـفعل الـمحض، فتجری فیها الـمعاطاة بالـمعنی‏‎ ‎‏الأعم، فهذه خارجـة عن الأصل والـقاعدة موضوعاً؛ ضرورة أنّ الـبحث فی‏‎ ‎‏صحّـة الـمعاطاة ولزومها فرع إمکانها، ففی غیر الـمنقولات - کالأراضی إذا‏‎ ‎‏کانت الـثمن منها - فإنّـه لایمکن الـتوصّل بالـفعل إلـی الإجارة والـبیع.‏

‏ومن هذه الـطائفـة ما یتوصّل إلـیـه بالـفعل الـخارج عن الـمتعارف؛‏‎ ‎‏بمعنی أنّ الـبناءات الـعقلائیّـة تکون علی الأقوال والـمعاطاة بالـمعنی‏‎ ‎‏الأعمّ، دون الـفعل الـمحض؛ لصعوبـة الـتوصّل بـه إلـیها، فلو أراد وقف‏‎ ‎‏داره بعنوان الـمسجد مثلاً، فإنّـه وإن أمکن فتح بابها، وتخلیتها من أثاثـه‏‎ ‎‏بعنوان جعلها مسجداً، إلاّ أنّـه خلاف الـمتعارف فی الـفعل، بخلاف بناء‏‎ ‎‏الـمسجد بعنوانـه، فإنّـه فعل متعارف فی الـتوصّل بـه إلـی الـمقصود.‏

الثالثة:‏ من الـعقود والإیقاعات ما هی الـجاریـة فیها الـمعاطاة‏‎ ‎‏حسب الـقواعد، کالـنکاح والـطلاق والـعتق، إلاّ أنّ الـشرع الأقدس‏‎ ‎‏تصرّف فی الـسبب؛ وجعل الألفاظ الـخاصّـة موضوعـة لاعتبارها، وإیقاعَ‏‎ ‎‏هذه الـعناوین لایمکن إلاّ بها، وقد یتوهّم عدم إمکان الـمعاطاة فیها، وهو‏‎ ‎‏غیر تامّ.‏

نعم دعوی:‏ أنّ الـفعل الـمتوصّل بـه إلـیها خارج عن الـمتعارف‏‎[3]‎‏،‏‎ ‎‏غیر بعیدة، إلاّ أنّ الـحقّ خلافها؛ ضرورة أنّ مفاهیم الاُمور الاعتباریّـة، کلّها‏‎ ‎‏کانت من الـمفاهیم الأصیلـة، ومصادیقها الـحقائق الـخارجیّـة، ثمّ بعد‏‎ ‎‏مساس الـحاجـة إلـیها فی الـمجتمع الـبشری، اتسعت تلک الـعناوین،‏‎ ‎‏واعتبرت لها الـمصادیق الادعائیّـة والاعتباریّـة، وذلک فی الـنکاح،‏‎ ‎


‎[[page 135]]‎‏والـطلاق، والـعتق، والـملکیّـة، والـبیع، وغیرها، فإنّ الأمر فی الابتداء کان‏‎ ‎‏علی الأفعال الـمحقّقـة لها، ثمّ انتقل إلـی غیرها. ولایقع عقدة الـنکاح‏‎ ‎‏بالـمحرّم من الـفعل، بل نفس تهیّؤ الـمرأة مع إعطاء الـمهر، موضوع‏‎ ‎‏لاعتباره، فتدبّر.‏

‏هذا مع أنّ الـزوجیّـة تحصل بالـدخول علی نعت حصول الـمعلول‏‎ ‎‏عقیب الـعلّـة، فلایکون الـدخول - وهو الأمر الـخارجیّ الـواقع فی الـزمان -‏‎ ‎‏محرّماً؛ لأنّ معـه الـزوجیّـة حاصلـة، ولا دلیل علی اعتبار أزید من ذلک‏‎ ‎‏فی الـحلّیـة. وتوهّم بقاء عنوان «الأجنبیّـة» حین الـنکاح، غیر نافع؛ لأنّها‏‎ ‎‏تزول بحصول الـعنوان الـمقابل فی خارج الـزمان، کما لا یخفی.‏

‏هذا، وتفصیل الـبحث یطلب من سائر الـکتب، فإنّـه فیها بعض‏‎ ‎‏مطالـب اُخر وفروع کثیرة، ولاینبغی الـتعرّض لها هنا.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 136]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 15 ـ 16 .
  • )) جامع المقاصد 4: 58، المکاسب، الشیخ الأنصاری: 82 / السطر 19.
  • )) البیع، الإمام الخمینی قدس سره 1  : 181.

انتهای پیام /*