کتاب البیع

التنبیه الرابع: حول صحّة التعاطی علی الإباحة المطلقة

کد : 153526 | تاریخ : 10/03/1394

التنبیه الرابع: حول صحّة التعاطی علی الإباحة المطلقة

‏ ‏

‏کما تـتحقّق الـمعاطاة بالـفعل الـمراد بـه إنشاء الـتبدیل الـبیعیّ –‏‎ ‎‏وهی الـمسمّاة بـ «الـمعاطاة» بالـمعنی الأخصّ - فهل تقع بالـفعل الـمراد‏‎ ‎‏بـه إنشاؤه بلازمـه الـعرفیّ؟‏

مثلاً:‏ لو تعاطیا علی الإباحـة الـمطلقـة؛ بحیث یکون الـمنشأ إباحـة‏‎ ‎‏الـمالـین، فهل هی صحیحـة معاطاة؛ لأنّ إطلاقها یقتضی اعتبار الـملکیّـة‏‎ ‎‏للطرف الـمقابل، وانسلابها عن الـطرف؛ لأنّ الـملکیّـة متقوّمـة بالأثر، وإذا‏‎ ‎‏انتفی الأثر لا تبقیٰ، کما فی الأملاک الـواقعـة فی الـشوارع، وهکذا‏‎ ‎‏الـمساجد وغیرها، فإنّـه قد یقال بزوال عنوانها عند وقوعها فی الـجوادّ‏‎ ‎‏والـمیادین، ولا یعتبرها الـعقلاء بعد ذلک، ویروها معدومـة؟‏

‏ودعوی بقاء الأثر لإمکان سلب الإباحـة، مدفوعة:‏

أولاً:‏ بأنّ الـقائل بصحّتها یقول باللّزوم.‏

وثانیاً:‏ بناءً علی عدم الـعود کافٍ؛ لعدم اعتبار بقاء الـعین فی ملکـه.‏

وثالثاً:‏ بقاء أثرٍ ما مع انسلاب الآثار الـظاهرة والـکثیرة، غیر کافٍ‏‎ ‎‏للاعتبار، فتأمّل.‏

‏أم هی باطلـة؛ لأنّ الـمقصود غیر واقع، وکونها کنایـة عن الـمعاطاة‏‎ ‎‏یحتاج إلـی الـقرینـة، والـقرائن الـعقلیّـة - ومنها تصحیح إنشاء الـعاقد - لا‏‎ ‎‏تکفی؛ لاختصاص دلالـة الاقتضاء بکلام الـحکیم.‏

‏نعم، إذا کانت الأفعال والـمقاولات الـمعانقـة معها، مشتملةً علی ما‏‎ ‎
‎[[page 130]]‎‏یورث تکنیتها عنها عرفاً، فهو ممّا لا بأس بـه؟‏

‏ثمّ إنّـه هل تجوز الإباحـة الـمطلقـة، فیکون للمباح لـه الـبیع والـهبـة‏‎ ‎‏وغیرهما، أو لا؟ فیـه وجهان، بل قولان:‏

‏من أنّ الـبیع متقوّم بالـملکیّـة الـسابقـة، وهکذا سائر إخوانـه، ومنها‏‎ ‎‏نکاح الأمـة، والـمفروض عدمها، فلایجوز بتلک الإباحـة إلاّ الـتصرّفات غیر‏‎ ‎‏الـمتقوّمـة بالـملکیّـة.‏

‏وربما یشکل ذلک؛ لأنّ إباحـة الـکلّ یحتمل أن تکون علی وجـه‏‎ ‎‏الـتقیـید، کما لا یخفی.‏

‏ومن أنّ الـملکیّـة قابلـة للتقدیر، کما فی شراء الـعمودین، وحیث إنّ‏‎ ‎‏الـملکیّـة الآنیـة تقتضی الـجمع بین الأدلّـة - دلیل الـسلطنـة‏‎[1]‎‏ ودلیل‏‎ ‎‏الاشتراط‏‎[2]‎‏ - یتعیّن الـوجـه الـثانی.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 131]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 65.
  • )) تقدّم فی الصفحة 53.

انتهای پیام /*