کتاب البیع

صیرورة الشبهة فی بقاء العقد موضوعیّة ولزوم التمسّک بالأصل العملی

کد : 153570 | تاریخ : 10/03/1394

صیرورة الشبهة فی بقاء العقد موضوعیّة ولزوم التمسّک بالأصل العملی

‏ ‏

‏ثمّ إنّ الـمقصود من الـتمسّک بالأدلّـة اللفظیّـة، بیان دلالتها علی‏‎ ‎‏اللزوم من غیر الـتوسّل بالاُصول الـعملیّـة، وهو غیر ممکن؛ لأنّ بقاء الـعقد‏‎ ‎‏بعد الـفسخ مشکوک.‏

وتوهّم:‏ أنّ الآیـة الـکریمـة تدلّ بالـمطابقـة علیٰ وجوب الـوفاء‏‎ ‎‏بالـعقود،وبالالتزام عرفاً علیٰ حرمـة الـنقض، والـشکّ الـمذکور یرتفع‏‎ ‎‏بدلالتها الالتزامیّـة؛ لأنّـه مسبّب من تأثیر الـفسخ الـمنفیّ بها، لأنّ الـحرمـة‏‎ ‎‏إمّا تکلیفیّـة، فهی لاتجامع الـصحّـة عرفاً، وإمّا إرشادیّـة، فهی تورث فساد‏‎ ‎‏الـفسخ‏‎[1]‎‏، فاسد؛ ضرورة أنّها ممنوعـة علیٰ ما تقرّر فی الاُصول‏‎[2]‎‏.‏

‏ودعوی اقتضاء إطلاق وجوب الـعمل بالـعقد إبقاءَه، ولو عمل عملاً‏‎ ‎‏یوجب انتفاءَه، فهو قد تخلّف ولم یفِ بعقده، لاتنفع شیئاً فی الـمسألـة، بل‏‎ ‎‏تفید جواز الـعقود وضعاً، کما لایخفیٰ.‏

إن قلت:‏ الابتلاء بالـشبهـة الـموضوعیّـة، من توابع حمل الـهیئـة علی‏‎ ‎
‎[[page 94]]‎‏الـتکلیف الـمولویّ، ولو کانت إرشاداً إلـی اللزوم، فهی تدفع تأثیر الـفسخ‏‎ ‎‏قهراً، واختیار أنّ الآیـة تورث وجوب الـوفاء تکلیفاً، یوجب جواز نقضها بعد‏‎ ‎‏الـزمان الأوّل؛ لسقوط الأمر بأوّل مصداقـه، وهو خلاف مقصود الـمتکلّم،‏‎ ‎‏فعلیـه یتعیّن حمل الـهیئـة علی الإرشاد، خلافاً لمقتضی الأصل الأوّلی، بل‏‎ ‎‏والـثانویّ کما عرفت.‏

قلت أوّلاً:‏ لانلتزم بشمول الآیـة لتلک الـعقود؛ حتّیٰ یلزم مالـزم، ویقال‏‎ ‎‏ما قیل.‏

وثانیاً:‏ کما أنّ فهم الـعقلاء فی جانب الـنواهی بقاءُ الـنهی بالـتخلّف‏‎ ‎‏الأوّل، کذلک فهمهم فی بعض الأوامر بقاؤه وإن أثم بأوّل مصداقـه، أو أتیٰ بـه.‏

مثلاً:‏ إذا قال الـمولیٰ: «‏وقّروا کبارکم»‎[3]‎‏ لیس معناه سقوط الأمر بأوّل‏‎ ‎‏الـتوقیر، بل یجب ذلک فی جمیع الأزمان، ومثلـه قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏أَوْفُواْ‎ ‎بِالْعُقُودِ‏»‏‎[4]‎‏ فإنّـه یلزم الـوفاء مادام الـعقد باقیاً، وأمّا لزوم إبقاء الـموضوع‏‎ ‎‏فلایتکفّل لـه الأمر بالـوفاء بـه.‏

‏وهذا من الـشواهد الـعرفیّـة علیٰ عدم شمول الآیـة هذه الـموارد،‏‎ ‎‏وتکون إشارة إلـی الـعقود الـتی أمرها بید الـشرع الأقدس؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏إیجاب الـوفاء وتجویز الـفسخ غیر متلائمین عرفاً، فیعلم منـه خروجها‏‎ ‎‏رأساً، فتدبّر جیّداً.‏


‎[[page 95]]‎‏ثمّ إنّـه من الـمحتمل إجمال الآیـة؛ لأنّ «الـعقد» لغـة غیر مستعمل فی‏‎ ‎‏الـتکالـیف، واختصاص الآیـة بغیرها ممّا یجمع علیٰ بطلانـه.‏

‏مع أنّ تعرّض الـکتاب - خصوصاً فی سورة الـمائدة، ولاسیّما بهذا‏‎ ‎‏الـخطاب - لمثل ماهو الـمعلوم عند الـشیخ والـشابّ، فی نهایـة الـبعد عند‏‎ ‎‏ذوی الألباب، ضرورة أنّ الـعهد لایتقوّم بالـقول، بخلاف الـعقد، ولا قبول منّا‏‎ ‎‏عرفاً لها کما لایخفیٰ.‏

‏وممّا حصّلناه یظهر الـنظر فی الـتقاریب الاُخر حول الآیـة‏‎ ‎‏الـکریمـة، ولو تعرّضنا لها ولنقدها لخرجنا عمّا علیـه وضع الـکتاب من‏‎ ‎‏الاختصار.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 96]]‎

  • )) المکاسب، الشیخ الأنصاری: 215 / السطر 14 ـ 17.
  • )) تحریرات فی الاُصول 4: 296.
  • )) فضائل الأشهر الثلاثة: 77 / 61، وسائل الشیعة 10: 313، کتاب الصوم، أبواب أحکام شهر رمضان، الباب 18، الحدیث 20.
  • )) المائدة (5): 1.

انتهای پیام /*