وعلیٰ مسلک الحکیم المتألّه
«صِرَاطَ» الـطائفـة «الَّذِینَ» هدیتهم، و«أَنْعَمْتَ عَلَیهِمْ» بالوصول إلـیٰ الـغایـة الـمقصودة والـنتیجـة الـمطلوبـة، و«أَنْعَمْتَ عَلَیهِمْ» بالاهتداء
[[page 223]]إلـیٰ الـصراط الـتکوینی والـطبیعی؛ بانطباق حرکتهم مع حرکـة الإنسان الـکامل، وباستجماع الاستعدادات الـلازمـة والـقابلیّات والإمکانات الاستعدادیّـة؛ لـنیل تلک الأخیرة والـغایـة الـمأمولـة، دون من غضب علیـه باحتراق الإمکانات وشرائط الـوصول إلـیٰ الـخیرات، ودون من ضلّ ولا یتمکّن من الـوصول إلـیٰ أنوار الـهدایـة؛ والأسباب الـمخرجـة من الـقوّة إلـیٰ الـفعلیّـة.
وقریب منـه: «صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیهِمْ» بخروج جمیع الـقویٰ الـطبیعیّـة والـمعنویّـة إلـیٰ فعلیّاتهما الـدُّنیویّـة والاُخرویّـة، لا «الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ»الـذین خرجوا إلـیٰ مادون الـطبیعـة، فضاعت قواهم الـمُودَعـة فی وجودهم، فشرعوا فی الـحرکـة الـتضعیفیّـة حتّیٰ وصلوا إلـیٰ باطن الـدنیا والـطبیعـة، ولا «الضَّالِّینَ»الـذین صادفوا الـموانع عن حرکتهم الـجِبِلّیّـة الـغریزیّـة، فلم تُدرکهم الـعنایـة الـربّانیّـة، فأصبحوا متحیّرین وهالکین غیر واصلین إلـیٰ الـغایـة الـملحوظـة لـهم.
[[page 224]]