سورة البقرة

المسألة الثانیة : حول تکلیف الکفّار بالفروع

الآیة الحادیة عشرة والثانیة عشرة من سورة البقرة / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 153604 | تاریخ : 11/03/1395

المسألة الثانیة

‏ ‏

حـول تکلیف الکفّار بالفروع

‏ ‏

‏ربّما تدلّ هذه الـکریمـة علیٰ أنّ الـکفّار مکلّفون بالـفروع، کما هم‏‎ ‎‏مکلّفون بالاُصول، خلافاً لـطائفـة من الأخباریین‏‎[1]‎‏ وجماعـة من‏‎ ‎‏الاُصولیـین‏‎[2]‎‏، ووفاقاً لـلأکثر؛ وذلک لأنّ الـنهی عن الإفساد ظاهر فی الـنهی‏‎ ‎‏الـتکلیفی. هذا، مع أنّ جماعـة من الـمفسّرین الأوّلین والأقدمین ـ کابن عبّاس‏‎ ‎‏وأمثالـه ـ ذکروا: أنّ الـمراد من الإفساد هو الإتیان بالـمعاصی وترک‏‎ ‎‏الـواجبات وعدم الاجتناب عن الـمحرّمات الإلهیـة، کما مضیٰ تفصیلـه فی‏‎ ‎‏الـبحوث الـبلاغیـة.‏

أقول:‏ نعم، لـو کان الـقائل هو الـنبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏، أو الله تعالـیٰ، وقد منعنا‏‎ ‎‏ذلک، ویکفی لـسقوط الاستدلال جریان الاحتمال.‏

‏ثمّ أیضاً ذکرنا: أنّ الـهیئـة الـناهیـة إرشادیـة، ولیست من الـنواهی‏‎ ‎‏الـنفسیـة الـتکلیفیـة، فإنّ ما هو الـمحرّم هو الـعناوین الـمترتّب علیها‏
‎[[page 426]]‎‏الـفساد، لا عنوانـه، کما لا یخفیٰ.‏

‏وقد ذکرنا: أنّها لـو کانت تحریمیـة یلزم شبهـة علیٰ الآیـة وإن کانت‏‎ ‎‏قابلـة للدفع، کما عرفت آنفاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 427]]‎

  • )) راجع الفوائد المدنیّة : 226 ، والوافی ، فیض الکاشانی 1 : 20 ، والحدائق الناضرة 3 : 39 ـ 44 .
  • )) لاحظ حول هذه المسألة تفصیلاً تحریرات فی الاُصول 5 : 318 وما بعدها .

انتهای پیام /*