الوجه السادس
حـول متعلّق الإصلاح
ولا یظهر من الآیـة الـشریفـة خصوص مرادهم من الإصلاح، کما لا یمکن تعیـین مقصودهم من الـفساد، وقد عرفت أنّ إهمال الـشریفـة هذا الأمر، ربّما یدلّ علیٰ أنّـه لـیس أمراً خاصّاً، بل هم یتشبّثون بمطلق الإفساد، ویرون ذلک من الإصلاح حسب أغراضهم.
فالـخلاف فی ذلک أیضاً فی غیر محلّـه وإن حُکی عن ابن عبّاس: أنّ
[[page 418]]ممالأتنا الـکفّار إنّما نرید بها الإصلاح بینهم وبین الـمؤمنین.
والـثانی : قـول مجاهـد : وهـو أنّ هـذه الـممالأة صـلاح وهدایـة، ولیست بفساد.
والـثالـث: أنّ ممالأة الـنفس والـهویٰ صلاح وهُدیً.
والـقول الـرابع : أنّهم ظـنّوا أنّ فی ممـالأة الـکفّار صـلاحاً لـهم، ولیس کذلک.
والـقول الأخیر: أنّهم أنکروا أن یکونوا فعلوا ما نهوا عنـه؛ من ممالأة الـکفّار وغیر ذلک، فعلیٰ هذا تُحمل الآیـة علیٰ الـمعنیٰ الأعمّ أیضاً.
[[page 419]]