سورة البقرة

المسألة التاسعة : حول کلمة «لکن»

الآیة الحادیة عشرة والثانیة عشرة من سورة البقرة / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 153622 | تاریخ : 11/03/1395

المسألة التاسعة

‏ ‏

حـول کلمة «لکن»

‏ ‏

‏«لکن»، وأصلها «لاکن» حذفت الألف خطّاً لا لـفظاً، هکذا فی‏‎ ‎‏«الأقرب»‏‎[1]‎‏، والأقرب أنّ الـکتابـة إذا خالـفت الـقراءة، تکون شاهدة علیٰ‏‎ ‎‏أحد أمرین: إمّا الـتخفیف، ولکنـه غیر صحیح لـما لا یوجد فی الـنسخ‏
‎[[page 404]]‎‏الـقدیمـة کتابـة «لاکن» بالألف، فیعلم منـه أنّ الأمر الـثانی متعیّـن، وهو أنّ‏‎ ‎‏الـمقروء لـیس ألفاً، بل هی فتحـة تمیل الـیـه. وعلیٰ هذا یُشکل صحّـة‏‎ ‎‏قراءتـه بالألف، إلاّ علیٰ جواز الإشباع الـیٰ حدّ الألف والـواو والـیاء فیما لا‏‎ ‎‏یلزم منـه الإخلال بالـقراءة والـمقصود.‏

وبالجملة:‏ هی نوعان مخفّفـة من «لکنّ»، وهی حرف ابتداء غیر عاملـة،‏‎ ‎‏خلافاً لـلأخفش ویونس؛ لـدخولها علیٰ الـجملتین.‏

‏ویجوز أن تستعمل بالـواو، نحو ‏‏«‏وَلَـٰکِنْ کَانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ‏»‏‏.‏

‏وعن ابن الـربیع: أنّها بدون الـواو عاطفـة جملـة علیٰ جملـة، ونسب‏‎ ‎‏ذلک الـیٰ ظاهر قول سیـبویـه.‏

‏ثمّ إنّـه إن ولیها کلام فهی حرف ابتداء لـمجرّد إفادة الاستدراک، ولیست‏‎ ‎‏عاطفـة، وإن ولیها مفرد فهی عاطفـة بشرطین:‏

‏أحدهما: أن یتقدّمها نفی أو نهی، نحو ما قام زید لـکن عمرو، ولا یقم‏‎ ‎‏زید لکن عمرو.‏

‏والـنوع الـثانی: أن لا تقترن بالـواو، وعن جماعـة: أنّها لا تستعمل فی‏‎ ‎‏الـمفرد إلاّ بالـواو‏‎[2]‎‏، وحکی عن یونس: أنّها لـیست من حروف الـعطف، ولم‏‎ ‎‏تقع فی الـقرآن غالـباً إلاّ واو الـعطف قبلها، وممّا جاءت فیـه من غیر واو‏‎ ‎‏قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏لَـٰکِنِ الَّذِینَ اتَّقـَوْا رَبَّهُمْ‏»‏‏، وقولـه: ‏‏«‏لَـٰکِنِ الله ُ یَشْهَدُ‏»‏‎[3]‎‏.‏‎ ‎‏انتهیٰ ما علیـه الـنحاة والـلُّغویّون.‏


‎[[page 405]]‎والذی یظهر من الدقّة فی أمرها:‏ أنّها قلیلـة الاستعمال فی الابتداء،‏‎ ‎‏فکونها مخفّفـة عن «لکن» ـ الـتی من الـحروف الـمشبَّهـة بالـفعل ـ فی‏‎ ‎‏غایـة الـنُّدْرة، وإذا وقعت فی أثناء الـکلام، فإن کانت مقترنـة بالـواو فالـواو‏‎ ‎‏عاطفـة، وهی تفید الـحکم الـمخالـف لـلحکم الـسابق، فإذا قیل: ما قام زید‏‎ ‎‏ولکن عمرو، فالـواو عاطفـة، و«لکن» تفید أنّ عمراً قام، وإذا کانت غیر‏‎ ‎‏مقترنـة بالـواو فالأظهر أیضاً أنّها تفید کما سبق، ویُقنَع بها عن حرف الـعطف.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 406]]‎

  • )) أقرب الموارد 2 : 1159 .
  • )) أقرب الموارد 2 : 1159 .
  • )) البحر المحیط 1 : 62، مغنی اللبیب: 152 .

انتهای پیام /*