المسألة الثامنة
حـول کلمة «ألا»
«أَلاَ» حرف یستفتح بـه الـکلام، ویرد لـلتنبـیـه، ویدلّ علیٰ تحقّق ما بعدها، نحو «أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ»، وهذه تدخل علیٰ الـجملتین الـفعلیـة والاسمیـة، ولکن أکثر ما یقع بعدها «إنّ» والـنداء.
وترد أیضاً لـلعَرْض والـتحضیض، ومعناها طلب الـشیء لکن الـعرض طلب بلین، والـتحضیض طلب بحثّ، وحینئذٍ تختصّ بالـجملـة الـفعلیـة، «أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللّٰهُ لَکُمْ»، «أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَکَثُوا»وغیر ذلک.
وترد لـلتوبیخ والإنکار وللاستفهام عن الـنفی:
ألا اصطبارَ لـسلمیٰ أمْ لـها جَلَدُ
[[page 403]]وترد لـلتمنّی، وهی فی هذه الـمواقف تدخل علیٰ الاسمیـة فقط، وتعمل عمل لا الـنافیـة لـلجنس. انتهیٰ ما فی الـلغـة.
وفی الـنحو خلاف: فی أنّـه بسیط أم مرکّب، وقال فی «الـمُغنی»: والـمعربون یقولون فیها: حرف استفتاح، فیـبـیّـنون مکانها ویُهملون معناها، وإفادتها الـتحقیق من جهـة ترکیـبها من الـهمزة و«لا»، وهمزة الاستفهام إذا دخلت علیٰ الـنفی أفادت الـتحقیق، نحو «أَلَیْسَ الله ُ بِقَادِرٍ». انتهیٰ.
أقول: قد عرفت منّا: أنّ الـتجزئـة وتحلیل بعض الأسماء أو الـحروف الـیٰ الـبسائط من الـذوقیّـات، وربّما لا تساعد علیـه الاستعمالات، مثلاً: إذا صحّ قولنا: ألا إنّ زیداً شاعر، یعلم منـه أنّـه لـیس مرکّباً؛ لـعدم صحّـة دخول «لیس» علیٰ «إنّ»، کما لا یخفیٰ.
[[page 404]]