سورة الفاتحة

إشارة الآیة إلیٰ برهان الصدّیقین

الناحیة السابعة حول قوله تعالیٰ «إِهْدِنٰا الصّرٰاطَ الْمُسْتَقِیم» / المبحث الثالث : حول ما یتعلّق بالکلمات والجمل الناقصة وهنا یقع الکلام فی نواحٍ شتّیٰ :

کد : 153722 | تاریخ : 12/03/1395

‏إشارة الآیة إلیٰ برهان الصدّیقین‏

‏ ‏

‏من الـممکن أن تکون الآیـة معناها طلب إراءة الـطریق، أو طلب‏‎ ‎‏الإراءة والـتوفیق علیٰ تطرّقـه وتوصّلـه بالوصول إلـیـه، وعلیٰ کلّ ذلک یکون‏‎ ‎‏مطلوباً بالغیر ومقصوداً غیریّاً.‏

‏ومن الـممکن أن تکون الآیـة فی مقام إفادة أنّ الـمطلوب الـنفسی هو‏‎ ‎‏الـصراط الـمستقیم، ولیس شیء آخر وراءه مطلوباً بهذه الآیـة؛ وإن کان لـه‏‎ ‎‏مطلوب آخر، وهو ما یوصل إلـیـه هذا الـصراط والـسبیل الـمستقیم.‏

وهنا سرّ آخر غیر الأسرار الماضیة وهو :‏ أنّ الآیـة ربّما تشیر إلـیٰ برهان‏‎ ‎‏الـصدّیقین ودلیل أرباب الـکشف والـیقین، وهو أسدّ الـبراهین وأقوم الـطرق‏
‎[[page 131]]‎‏وأشرفها، وهو الـذی یکون الـوسط فی الـبرهان هو فی الـحقیقـة، ویکون‏‎ ‎‏الـطریقَ إلـیٰ الـمقصود، وهو عین الـمقصود، فما هو مطلوب الـسالک هی‏‎ ‎‏الـهدایـة إلـیٰ الـطریق والـصراط الـمستقیم، الـذی لا شیء وراءه؛ حتّیٰ‏‎ ‎‏یکون هو ذا الـصراط، ویکون الـسبیل والـطریق موصلاً إلـیـه، بل هو نفس‏‎ ‎‏الـطریق والـصراط ‏‏«‏أَوَ لَمْ یَکْفِ بِرَبِّکَ أنَّهُ عَلَیٰ کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ‏»‏‎[1]‎‏.‏

‏وهذه الـطریقـة لا نسمّیها الـبرهان ـ لا لـمّیّاً ولا إنّیّاً ـ کما حرّرناه فی‏‎ ‎‏تعالیقنا علیٰ الأسفار الأربعـة‏‎[2]‎‏؛ لأنّها من مشاهدة أربابها ومن کشفیّات‏‎ ‎‏أصحابها، فلا تمکُّن من تقریبها، ولو أمکن ذلک فهو من الـبرهان، مع أنّـه لا یُعَدّ‏‎ ‎‏برهاناً إلاّ تسامحاً.‏

‏فحذف متعلّق الـصراط الـمستقیم ربّما کان لأجل إفادة أنّـه لـیس وراء‏‎ ‎‏الـهدایـة إلـیـه هدایـة اُخریٰ، بل هی تمامها وکمالها. وللمقام تفصیل لا یسعـه‏‎ ‎‏الـکلام، وعنده مزلّـة الأقدام والأقلام.‏

‎ ‎

‎[[page 132]]‎

  • )) فصّلت (41) : 53 .
  • )) راجع تعلیقات علی الحکمة المتعالیة ذیل 6 : 13 ، برهان الصدّیقین .

انتهای پیام /*