سورة الفاتحة

البحث الخامس : حول عمومیة الدعاء

الناحیة السابعة حول قوله تعالیٰ «إِهْدِنٰا الصّرٰاطَ الْمُسْتَقِیم» / المبحث الثالث : حول ما یتعلّق بالکلمات والجمل الناقصة وهنا یقع الکلام فی نواحٍ شتّیٰ :

کد : 153734 | تاریخ : 12/03/1395

‏ ‏

البحث الخامس

‏ ‏

حول عمومیة الدعاء

‏ ‏

‏ربّما یمکن أن یستظهر من قولـه تعالیٰ: ‏‏«‏إِهْدِنَا‏»‏‏ بصیغـة الـجمع، أنّـه‏‎ ‎‏ظاهر فی الـعامّ الـمجموعی، وأنّـه شامل لـجمیع عائلـة الـبشر، فمن کونـه‏
‎[[page 120]]‎‏بنحو الـعامّ الـمجموعی یُستکشف ـ أیضاً ـ وحدة الـطریق والـصراط‏‎ ‎‏الـمستقیم، وأنّ الـمطلوب هی هدایـة الـبشر إلـیٰ الـصراط الـمستقیم، ومن‏‎ ‎‏کونـه طلباً ـ إمّا علیٰ سبیل الـعامّ الاستغراقی، أو علیٰ سبیل الـعامّ‏‎ ‎‏الـمجموعی ـ لـلهدایـة إلـیٰ الـصراط الـمستقیم، الـممدود من مبدأ الـمادّة‏‎ ‎‏والـهیولیٰ إلـیٰ الـمبدأ الأعلیٰ والـوجود، یُستکشف أنّ جمیع أفراد هذا‏‎ ‎‏الـنوع، قابل لـلسیر وللاستکمال وللوصول إلـیٰ الـغایـة الـقصویٰ، فیعلم منـه‏‎ ‎‏وجود تلک الـقابلیّـة فی کلّ واحد منهم، وأنّ الاستعداد لا یموت، وإلاّ یلزم‏‎ ‎‏طلب الـمحال والـمستحیل، وهو غیر صحیح ولو کان محالـه بالغیر.‏

‏فعلیٰ هذا کلّ إنسان وإن احتجب بالحُجُب الـطبیعیّـة والإرادیّـة، وکلّ‏‎ ‎‏فرد منـه إذا خرج من الـفطرة الـسلیمـة والـمخمورة، ودخل فی الـظلمـة‏‎ ‎‏والـفطرة الـمحجوبـة، لا یمتنع علیـه الـوصول امتناعاً بالغیر أیضاً، بل فیـه‏‎ ‎‏أیضاً استعداد الـوصول إلـیٰ نهایـة الـمأمول موجود ‏‏«‏فِطْرَةَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ‎ ‎النَّاسَ عَلَیْهَا‏»‏‎[1]‎‏، فإنّـه معناه ثبوت هذه الـقابلیـة فیهم کُلاًّ.‏

‏وأمّا قولـه: ‏«کلّ مولود یولد علیٰ الفطرة إلاّ أنّ أبویه، یُهوِّدانه أو‎ ‎ینصِّرانه»‎[2]‎‏ فهو إمّا ناظر إلـیٰ أنّ الـبطلان یجیء من قِبَل الـغیر الـفاسد، أو أنّ‏‎ ‎‏حجاب الـفطرة من قِبَل الأبوین، ولکنّها محفوظـة الـذات تحت ذلک‏‎ ‎‏الـحجاب.‏

‎ ‎

‎[[page 121]]‎

  • )) الرّوم (30) : 30 .
  • )) الدرّ المنثور 5: 155 ـ 156، عوالی اللآلی 1: 35، مسند أحمد 2: 233 ـ 275 و282 و393 و410 و 481، صحیح البخاری 6 : 480 / 1199 .

انتهای پیام /*