سورة البقرة

البحث الرابع : حول الملازمة بین العلم بالمبدأ والمرجع

الآیة الثامنة من سورة البقرة / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 153804 | تاریخ : 12/03/1395

البحث الرابع

‏ ‏

حول الملازمة بین العلم بالمبدأ والمرجع

‏ ‏

‏فی مسألـة الـملازمـة بین الـعلم بالـمبدأ والـعلم بالـمرجع، وبحث‏‎ ‎‏استـتباع الإیمانِ بالله الإیمانَ بالآخرة ـ لأنّ الـعلم بالـعلّـة یورث الـعلم‏‎ ‎‏بالـمعلول، والإیمان بالـفاعل یوجب الإیمان بالـفعل ـ یمکن الـتمسّک بهذه‏‎ ‎‏الـکریمـة علیٰ عدم الاستلزام وعدم الاستـتباع؛ وذلک لـقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏مِنَ
‎[[page 264]]‎النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِالله ِ وَبِالْیَوْمِ الاْخِرِ‏»‏‏بتکرار الـباء مومیاً الـیٰ أنّ الإیمان‏‎ ‎‏الـمتعلّق بالأوّل غیر الإیمان الـمتعلّق بالـثانی، والـغیریـة تنادی بعدم‏‎ ‎‏الـملازمـة الـخارجیـة، کما إذا قال: مررتُ بزید وبعمرو، فإنّـه یومئ الـیٰ أنّ‏‎ ‎‏الـمرور کان متعدّداً.‏

‏وفی تعبـیر آخر: فی مسألـة استقلال شرافـة کلّ واحد من الـعلم‏‎ ‎‏بالـمبدأ والـعلم بالـمعاد، أو علم الـمبدأ وعلم الـمعاد، یمکن استکشاف: أنّ‏‎ ‎‏کلّ واحد شریف فی حدّ ذاتـه، ولا یلزم أن یکون الإیمان بالآخرة داخلاً فی‏‎ ‎‏الإیمان بالله تعالـیٰ، وبالـعکس.‏

أقول:‏ الـعلم بالـعلّـة بما هی علّـة یستلزم الـعلم بالـمعلول،‏‎ ‎‏وبالـعکس، مع اختلاف مراتب الـعلم، إلاّ أنّ الـعلم بذاتها لا یستـتبع شیئاً ممّا‏‎ ‎‏ذکر، وهکذا الـعلم بذات أحد الـمتلازمین لا یستلزم شیئاً إلاّ مع الـعلم‏‎ ‎‏بالـملازمـة.‏

‏ثمّ إنّ الـکریمـة الـشریفـة وإن کانت تشعر بالـتعدّد، ولکنّها لا تُشعر‏‎ ‎‏بعدم الـتلازم، وما هو الـمقصود هو الـثانی، دون الأوّل؛ ضرورة أنّ الـعلم‏‎ ‎‏بالـمعاد لیس عین الـعلم بالـمبدأ، ولا یقول بـه أحد، وما یمکن أن یقال: هو‏‎ ‎‏الـتلازم الـساکتـة عنـه الآیـة ظاهراً ومن الـممکن دعویٰ استفادة أشرفیـة‏‎ ‎‏علم الـمبدأ والإیمان بـه من الـکریمـة لأجل تقدیمـه وکونـه معطوفاً علیـه،‏‎ ‎‏وأمّا تکرار الـباء فلا یدلّ إلاّ علیٰ الـمتعدّد؛ علیٰ إشکال فیـه محرّر فی‏‎ ‎‏الـنحو، والأمر سهل.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ نظرنا فی هذه الـبحوث الـیٰ إمکان انبساط الـکرائم‏‎ ‎‏الـقرآنیـة والآیات الـفرقانیـة علیٰ الـمسائل الـمختلفـة وبحوث شتّیٰ،‏
‎[[page 265]]‎‏والـتصدیق أخصّ منـه. وإنّا نذکر کیفیـة الاستخراج قوّة وإمکاناً؛ توهّماً أن‏‎ ‎‏یأتی من یصدّقـه ویعتقد بـه، وحرصاً علیٰ أنّ کلّ آیـة فی الـکتاب ربّما ینفتح‏‎ ‎‏منها الأبواب. والله ولیّ الـصواب، والـیـه الـمتاب والـمآب.‏

‎ ‎

‎[[page 266]]‎

انتهای پیام /*