المبحث السادس
فی وجه تکرار الجار
قیل: کأنّهم أشاروا بتکراره الـیٰ أنّ إیمانهم بکلٍّ من الـمبدأ والـمعاد کان عن برهان واستقلال؛ من غیر کون الإیمان بالآخرة من توابع الإیمان بالله ،
[[page 257]]وفی ذلک تقویـة لأذهان الـمؤمنین الـیٰ انسلاکهم فی زُمرتهم وانخراطهم فی خریطـة الإسلام.
وإن شئت قلت: إنّ الإیمان بالله ما کان أمراً حدیثاً بالـنسبـة الـیٰ حالـهم؛ لأنّهم معروفون بذلک، وإنّما الإیمان بالآخرة کان مورد اهتمام الـقرآن والـمؤمنین، وکان یعلم من الإیمان بالآخرة إیمانهم بالـکتاب والـرسالـة؛ لأنّ أهالـی جزیرة الـعرب کانوا یستغربون الـحشر، ویقولون: أإذا متنا وکنّا تراباً أإنّا لمحشورون ؟! کلاّ. فعلیٰ هذا لابدّ من تکرار الـجارّ، وهذا أیضاً رمز خاصّ الـیٰ أنّ هذه الآیـة تُشیر الـیٰ الـمنافقین الـمظهرین لـلإسلام والاعتقاد بالـرسالـة، فاغتنم.
[[page 258]]