سورة البقرة

البحث الرابع : تقدیم القلب علی السمع والسمع علی البصر

الآیة السابعة من البقرة / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 154018 | تاریخ : 15/03/1395

البحث الرابع

‏ ‏

تقدیم القلب علی السمع والسمع علی البصر

‏ ‏

‏قیل فی وجـه تقدیم الـقلب علیٰ الـسمع، والـسمع علیٰ الـبصر: أنّ‏‎ ‎‏الآیـة تقریر لعدم الإیمان، فناسب تقدیم الـقلوب؛ لأنّها محلّ الإیمان، والـسمع‏‎ ‎‏والأبصار طرق وآلات لـه‏‎[1]‎‏، وأنّ الـسمع أقویٰ وجوداً من الـبصر، ولذلک‏‎ ‎‏یقدّم علیـه فی الـکتاب.‏

‏وممّا یشهد علیٰ أقوائیـة وجوده: أنّ شرائط الاستماع أقلّ من شرائط‏‎ ‎‏الأبصار، فإنّـه یسمع الإنسان لیلاً ونهاراً، ولا یبصر إلاّ نهاراً، ویسمع الإنسان‏‎ ‎‏من کلّ جانب، ولا یبصر إلاّ عند الـمواضع الـخاصّـة والـمقابلـة‏‎ ‎‏الـمخصوصـة. وقد ذکرنا وجوهاً اُخر فی تعالـیقنا علیٰ بعض الـکتب‏‎ ‎‏الـعقلیـة.‏

ولک أن تقول:‏ قُدّم الـقلب لأنّـه إذا خُتم علیـه یکون الأعضاء الـتابعـة‏‎ ‎‏للرئیس مختوماً علیها بالـطبع والـتبع، ولا یُطبع علیها استقلالاً؛ لأنّها‏‎ ‎‏الـوجودات الـفانیـة فی تلک الـقوّة الأصلیـة الـساریـة الـرئیسـة.‏

وإن شئت قلت:‏ نسبـة الـقلب الـیٰ الـسمع والـبصر نسبـة إیجاب،‏‎ ‎‏ونسبـة الأعضاء والـحواسّ الـیـه نسبـة إعداد، فإن کان الـمتکلّم فی موقف‏‎ ‎‏الـبحوث الإدراکیـة الـعقلیـة، فیلاحظ الـقلب أوّلاً، وإذا کان فی موقف‏
‎[[page 186]]‎‏الـبحوث الـعملیـة والـعلوم الأفعالـیـة کالأخلاقیّـات، یقدّم الـقُویٰ‏‎ ‎‏الإعدادیـة علیٰ الـقُویٰ الإیجابیـة.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 187]]‎

  • )) راجع روح المعانی 1 : 126 .

انتهای پیام /*