الجواهر و الأعراض

فصل (5) فی الوضع

کد : 154245 | تاریخ : 16/03/1394

فصل (5) فی الوضع

‏ ‏

قوله:‏ و هو کون الـجسم.‏‏[‏‏4 : 220 / 19‏‏]‏

أقول:‏ و تعریفـه علـیٰ ما صرّح بـه الـشیخ‏‎[1]‎‏: أنّـه هیئـة حاصلـة‏‎ ‎‏للـشیء بسبب نسبـة أجزائـه بعضها إلـیٰ بعض، و بسبب نسبتها إلـیٰ الاُمور‏‎ ‎‏الـخارجیـة عنـه أو الـداخلـیـة فیـه.‏

أقول:‏ مقولـة الـوضع تنقسم إلـیٰ الـتامّ و الـناقص. أمّا الـتامّ فهو تمام‏‎ ‎‏الـنسبتین و مجموعهما من حیث الـمجموع، و أمّا الـناقص فهو نسبـة الأجزاء‏‎ ‎‏بعضها إلـیٰ بعض، هکذا فی أساطیر الـقوم.‏

‏و الـتحقیق: أنّ تعریف الـوضع بالـنسبتین غیر صحیح؛ بداهـة أنّ‏‎ ‎‏ الـوحدة و الـوجود معتبران فی الـمقسم و الأقسام، و فی الـمقولات‏‎ ‎‏الـعرضیـة لابدّ من الاتّحاد و الـطبیعیـة، و الـنسبتان لا وحدة حقیقـة لهما، و‏‎ ‎
‎[[page 420]]‎‏الـوحدة الاعتباری غیر کافٍ کما صرّح بـه الـماتن فی مواضع من کتبـه.‏

‏فعلـیٰ ذلک یصیر الـوضع إمّا أمراً اعتباریاً جامعاً انتزاعیاً لمقولتین‏‎ ‎‏اُخریین: إحداهما نسبـة الأجزاء بعضها إلـیٰ بعضٍ، و الاُخریٰ نسبـة الـکلّ‏‎ ‎‏إلـیٰ الـخارج. و إمّا أمراً حقیقیاً مثل الـکمّ منقسماً إلـیٰ نوعین حقیقیین بل‏‎ ‎‏أحدهما قسیم الآخر.‏

‏و إن شئت توضیح ذلک فاعلـم: أنّ الـوضع هو الـنسبـة بین الـشیء و‏‎ ‎‏بین غیره الأعمّ من الاعتباری و الـحقیقی. فإن فصّلـناه بعنوان الـنسبـة‏‎ ‎‏الـحاصلـة من مقایسـة بعض الأجزاء إلـیٰ بعض یصیر وصفاً متّصلاً، و إن صار‏‎ ‎‏فصلـه ما هو الـخارج یصیر منفصلاً، فاغتنم.‏

من العبد مصطفیٰ

قوله:‏ إذا کان مجرّداً عن الـمادّة.‏‏[‏‏4 : 223 / 8‏‏]‏

أقول:‏ الاستدارة و الاستقامـة من الـمفاهیم الـبسیطـة، أی غیر قابلـة‏‎ ‎‏للـشدّة و الـضعف سواء کانتا مجرّدة أو غیر مجرّدة. و لقد صرّح هو نفسـه إذا‏‎ ‎‏قیل: هو أشدّ تربیعاً من الآخر، أو قیل: هو أشدّ عدلاً من الآخر، فهو بلـحاظ‏‎ ‎‏الـقُویٰ الـحسّیـة لا الـعقلـیـة و إلاّ فعندها لیست الأشدّیـة متصوّرة.‏‎ ‎‏فالاستقامـة و ان کانت مادّیةً لا ینطبق إلاّ علـیٰ الـفرد الـمعیّن، ولو کان شیء‏‎ ‎‏أشدّ استقامة فهو بلـحاظ الـحسّ، و إلاّ بلـحاظ الـعقل لیسا کلاهما مستقیماً‏‎ ‎‏فإمّا أحدهما مستقیم و إمّا کلاهما غیر مستقیم، و هکذا الاستدارة. هذا بحسب‏‎ ‎‏الـعقل و اللـغـة.‏

‏و أمّا الانحناء فهو و إن کانت مجرّدة قابلـة للـصدق علـیٰ الـمتفاوتین و‏‎ ‎‏الـمختلـفین فی الـضعف و الـشدّة، فإنّ الـمتقدّرات الـذهنیـة تتبع‏‎ ‎
‎[[page 421]]‎‏الـمتقدّرات الـعینیـة فی کثیر من الأحکام، و هذا أیضاً بحسب الـعقل و الـنقل.‏

‏و الـسرّ کلّ الـسرّ: أنّ الأشکال ینقسم إلـیٰ قسمین و طائفتین: طائفـة‏‎ ‎‏منها أشکال نفسیّـة بسیطـة و لا تلاحظ فیها شیء آخر إلاّ نفس ذاتـه و لیست‏‎ ‎‏مفهوماتها مبتنیـة علـیٰ مفاهیم خارجـة عن حیطـة حقیقتـه فهو مثل‏‎ ‎‏الاستقامـة و الـتربیع و الاستدارة، فإنّ هذه کلّها مفاهیم ثابتـة معلومـة الـکنـه‏‎ ‎‏بلا احتیاج إلـیٰ مفاهیم اُخر. و الـطائفـة الـثانیـة هی الأشکال الـتی یحتاج‏‎ ‎‏إلـیٰ لحاظ أمر آخر فی لحاظ أصل الـمفهوم و حقیقتـه فهو مثل الانحناء و‏‎ ‎‏الانکسار و ما یقرب منهما، فإنّ الانحناء عبارة عن الـخطّ الـخارج عن طریق‏‎ ‎‏الاستقامـة و هکذا الانکسار یکون حالُـه هکذا.‏

‏فالـخطّ إذا خرج عن حدّ الاستقامـة فهو الـمعوجّ و لذلک یشتدّ و یضعف،‏‎ ‎‏کلّما کان قریباً منـه فهو أضعف فی الاعوجاج، و کلّما کان بعیداً عنـه فهو أشدّ‏‎ ‎‏فی الاعوجاج و الانحناء.‏

‏فما قد یقال: بأنّ الانحناء لـه مرتبـة واحدة فقد غفل عن تلـک الـنکتـة‏‎ ‎‏فلا تذهل. و من هنا تحصّل أمر آخر و هو أنّ الانحناء فی قبال الاستقامـة مثل‏‎ ‎‏الـسکون فی قبال الـحرکـة یمکن اعتباره بوجـه یکون ضدّاً لـه أو مخالـفاً‏‎ ‎‏لـه بالـنوع و یمکن اعتباره بوجـه یکون عدمیاً، تأمّل.‏

‏ ‏

 

[[page 422]]

  • )) راجع الشفاء، المنطقیات (المقولات) 1 : 233 .

انتهای پیام /*