فصل (3) فی تحقیق أنّ اللین و الصلابة من أیّ جنس من أجناس الکیف
قوله: کیفیتان وجودیتان.[4 : 108 / 19]
أقول: الإعداد و الاستعداد لیست من الاُمور الـموجودة بالـفعل مع أنّ ماهیات الأعراض ماهیات بالـفعل.
إن قلـت: ماهیـة الـبیاض تبعُ وجود الـبیاض، فکما هو موجود بالـفعل کذلک ماهیتـه موجودة بالـفعل. و لیس معنیٰ الـفعلـیـة هو الـمعنیٰ الـمتأبّی عن قبول، الـغیر فالـقوّة و الاستعداد موجودان بالـفعل فی عین کونهما قوّة، و ماهیتهما أیضاً موجودتان بالـفعل.
قلـت: الـقوّة معناها تبعیتـه الـذاتیـة للـصورة الـفعلـیـة و لایمکن أن یعتبر منـه ماهیـة موجودة بالـفعل، وقیاسـه بالهیولیٰ مع الـفارق کما لایخفیٰ.
[[page 293]]فتحصّل: أنّ الـکیفیات الاستعدادیـة ممّا لا محصَّل لها. و ما نراه من الانغمار و عدمـه فهو من ناحیـة الـمادّة، فمن مادّةٍ تعارض مع الانغمار؛ أی بمعنیٰ تحریک أجزاء الـشیء من مکان إلـیٰ مکان آخر، و من مادّة لا تقاوم ذلک الـتحریک، و هذا لاینافی الـقول بوجود الـمتّصل الـواحد ولـکن الـماء لیس متّصلاً واحداً، فلـیتأمّل.
[[page 294]]