فصل (12) فی حلّ باقی الشکوک فی کون الشیء عاقلاً لذاته
قوله: عن وجود شیء بالـفعل لـشیء بل.[3 : 354 / 5]
الـترقّی هنا یکون لـنکتـة أشار إلـیها سابقاً و هو: أنّ الـصورة الـمادّیـة للـشیء لـیس هو فعلـیتـه؛ لأنّـه مختلـط بالأعدام و کلّ جزء منـه خفی علـیٰ جزئـه الآخر. و ذلـک شاهد علـیٰ أنّ فعلـیتـه عین قوّتـه و کثرتـه عین وحدتـه الـجمعیـة. و ما کان شأنـه ذلـک فی الـمرکّبات الـمادّیـة لا یکون وجوده فعلـیاً بل الـفعلـیـة للـصورة و لـکلّ حقیقـة هو صورتـه الـمجرّدة الـحاصل تمامیتـه حقیقـة عند حقیقتها.
فظهر: أنّ الـتعریف الأوّل متضمّن لـهذه الـنکتـة، ولـکن ذلـک فی
[[page 99]]الـمعقولات الـفارغـة عن الـموادّ کما یأتی فی الـصفحـة الآتیـة. و أمّا الـمعقولات الـکلّیـة و الـمجرّدات الـجِنانیـة فلیس لـها صورة مادّیـة بل تمام هویتها عقلیـة و تمام ماهیتها مجرّدیـة بلا شائبـة إعدام و إخفاء فیها أصلاً.
و یمکن أن یراد من الـفعلـیـة ما أشار إلـیـه سابقاً أیضاً و هو أنّ الـمعقول قد یکون بالـقوّة کما فی الـصور الـمادّیـة ثمّ تصیر فعلـیـة الـمعقولـیـة، فأیضاً لا یشمل الـمجرّدات الـثابتـة عند الـعقل الـفعّال الـنائل بالاتّحاد بـه.
من السیّد مصطفیٰ الخمینی
[[page 100]]