مسألة : حول تقدیم الخبر
الـکوفیّون لایجوّزون تقدیم الـخبر محتجّین : بأنّ الـمبتدأ ذات والخبر وصف، فلابدّ من تأخیره وضعاً لیوافق الـطبع، وبأنّ الـخبر لابدّ وأن یتضمّن الـضمیر، ولایجوز تقدیم الـضمیر والإشارة الـیٰ ما لا یکون موجوداً بعدُ.
والـبصریون قالـوا: إنّ الـحجّـة الاُولیٰ لاتُفید لزوم الـتقدیم، والـحجّـة
[[page 113]]الـثانیـة منقوضـة بقولـه تعالـیٰ: «فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیْفَةً مُوسیٰ» هذا، ویشهد لجواز الـتقدیم قولـه تعالـیٰ: «سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ»، وقولـه تعالـیٰ: «سَوَاءٌ مَحْیَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ»، ونسب الـیٰ سیـبویـه قول الـعرب: «تمیمیٌّ أنا ومَشْنوء من یَشنَؤک».
وغیر خفیّ: أنّ من الـممکن الإخبار بأنّ الـقائم هو زید، فیکون الـوصف مخبراً عنـه.
[[page 114]]