المسألة الثانیة
حول کلمة «مفلحون»
أفلح الـرجل: فاز وظفر بما طلب، ونجح فی سعیـه وأصاب فی عملـه، ومنـه «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَکَّیٰ* وَذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّیٰ» ، والـفلح: الـفوز بما یغتبط بـه، وفیـه صلاح الـحال والـبقاء والـنجاة، الـفلاح: الـنجاة والـفوز. هذا ما فی الـلغـة فی مادّة «الإفلاح».
ومن الـعجیب: أنّـه لایوجد فیها ثلاثی مجرّد منها یدلّ علیٰ الـفلاح والـفوز، بل جاءت «فَلَحَ» بمعنیٰ شقّ، وفی الـمثل: «إنّ الـحدید بالـحدید یُفْلَح»؛ أی یُشقّ ویُقطع، وفَلَحَ بفلان: مکر بـه، وبالـرجل فَلَحاً: نَجش علیـه. هذا أیضاً بحسب الـلغـة وکُتُبها.
وفی بعض الـتفاسیر: فکأنّ الـمُفلِح قد قطع الـمصاعب حتّیٰ نال مطلوبـه، وقد یُستعمل فی الـفوز والـبقاء، وهو أصلـه أیضاً فی الـلغـة. وقال بعضهم هو بمعنیٰ الـفوز وأصلـه الـشقّ والـقطع. انتهیٰ.
وغیر خفیّ: فساد اجتهادهم، فإنّ الـفوز والـنجاة ربّما لایحصلان بتحمّل الـمصاعب، ولا معنیٰ أساساً للاجتهاد بالـنحو الـمزبور.
[[page 69]]فبالجملة: یظهر من کتب الـلغـة أنّ مادّة «الـفلاح» لا استعمال لها فی الـثلاثی، بل هی بمعنیٰ الـفوز تجیء فی الـرباعی الـمزید، فیکون الـفلاح اسماً من الإفلاح، أو یقال: إنّـه لم یستعمل الإفلاح، بل یجوز أن یکون الأمر هکذا: أفلَح یُفلح فلاحاً، فتدبّر تعرف.
[[page 70]]