رسم الخطّ والکتابة
قد اشتهر فی أدب الـخطّ والـکتاب أن یکتب «الـیٰ» و«علیٰ» و«لدیٰ» وبعض آخر بالـیاء، وهو خلاف الأصل الـمحرّر من لزوم مطابقـة الـوجود الـکتبی مع الـوجود الـلفظی وعلیٰ هذا الأصل لابدّ وأن یکتب فی صورة الإضافـة: إلاک وعلاک ولداک.
وقد یقال: إنّ الألف غُیِّرت مع الـمضمر فاُبدلت یاءً؛ لیفصل بین الألف فی آخر الاسم الـمتمکّن، وبینها فی آخر الاسم الـغیر الـمتمکّن، الـذی تکون الإضافـة لازمـة لـه؛ ألا تریٰ أنّ «الـیٰ» و«علیٰ» و«لدیٰ» لاتنفرد عن الإضافـة، فشُبّهت بها «کِلا» إذا اُضیفت الـیٰ الـمضمر؛ لأنّها لاتنفرد ولا تکون کلاماً إلاّ بالإضافـة. انتهیٰ.
أقول: لا شبهـة فی لزوم قراءة «الـیک» و«علیک» بالـیاء، وعلیـه الـشهرة الـقویّـة جدّاً. فعلیٰ هذا لایجوز حسب الأصل الـمزبور کتابتها بالألف.
[[page 19]]وأمّا کتابتها بها فی صورة غیر الإضافـة، کقولنا: «اللهمّ صلِّ علیٰ محمّد وآل محمّد»، فهی خلاف الأصل الـمزبور إلاّ أنّ لزوم إظهار الـیاء فی صورة الإضافـة، کافٍ فی ترخیص کتابتها بالـیاء مطلقاً؛ حذراً عن بعض الاشتباهات الـناشئـة من الـرسم، ومنها: أنّ «علا» و«إلاّ» وغیر ذلک من الـحروف، قد تکون فعلاً ماضیاً أو اسماً مُعرباً، ولحصول الـفرق بین «علا» الـذی هو فعل، وبین «علیٰ» الـذی هو حرف، کُتبت بالـیاء مطلقاً، فلایلزم خلاف الأصل الـمحرّر، فلاتخلط.
[[page 20]]