المبحث الأوّل فیما یتعلّق بماهیّة الصوم

الفصل التاسع هل یعتبر قصد الوجوب والندب، أم لا ؟

کد : 155393 | تاریخ : 30/03/1394

الفصل التاسع هل یعتبر قصد الوجوب والندب، أم لا ؟

‏ ‏

‏هل یعتبر قصد الـوجوب والـندب أم لا؟ وجهان، بل قولان.‏

‏لا شبهـة فی أنّ الـوجوب والـندب من الاعتبارات الـجائیـة من قِبل‏‎ ‎‏تعلّق الأمر بالـطبیعـة، وإمکان أخذهما فی الـمتعلّق کان محلّ الـمناقشـة،‏‎ ‎‏ولکنّا فرغنا عن إمکانـه، فلو شکّ فی اعتبارهما یرجع إلـی الإطلاق أو‏‎ ‎‏الـبراءة‏‎[1]‎‏، وحیث لا دلیل مقیّد فالـحقّ عدم اعتبارهما.‏

‏نعم، ربّما نحتاج فی مقام الامتثال إلـی الـممیّز، وهذا أمر خارج عن‏‎ ‎‏هذه الـمسألـة.‏

‏فلو صام شهر رمضان معتقداً أنّـه مستحبّ، ثمّ تبیّن أنّـه واجب، أو فی‏‎ ‎‏مورد آخر بالـعکس، صحّ صومـه.‏

‏ویمکن الإشکال: بأنّ الـتقرّب بالأمر الـمحتمل والـمعلوم ممکن،‏‎ ‎


‎[[page 119]]‎‏ولکنّـه بالأمر الـموهوم والـمتوهّم غیر ممکن، فإذا احتمل وجود الأمر‏‎ ‎‏الـوجوبیّ فصام، ثمَّ تبیّن الأمر صحّ، وأمّا إذا امتثل الأمر الـندبیّ فلا یصحّ؛ لأنّ‏‎ ‎‏الأمر الـمتعلّق بالـصوم الـوجوبیّ لـم یبعثـه نحو الـمادّة، والانبعاث نحوها‏‎ ‎‏بالأمر الـموهوم لا یورث الـتقرّب بها.‏

‏وقد مضیٰ فی محلّـه: أنّ ما اشتهر «من أنّ الـتعبّد والـتقرّب ینحصر‏‎ ‎‏بالانبعاث من الـبعث الـمعلوم أو الـمحتمل» غیر موافق للتحقیق، بل الـمناط‏‎ ‎‏هـو الـتقرّب والـقیام لإتیان الـمادّة تقرّباً منـه تعالـیٰ وإن لـم یکن أمر،‏‎ ‎‏ولکنّـه یحتمل الـمطلوبیّـة، فإنّـه یصحّ‏‎[2]‎‏، ولا دلیل علی الأزید من ذلک.‏

‏وأمّا ما فی «الـعروة»: «من أنّـه إذا قصد الأمر الـفعلیّ ولکنّـه بقید‏‎ ‎‏کونـه ندبیّـاً، ثمّ تبیّن أنّـه وجوبیّ فلا یجزئ؛ لـعدم قصد الأمر الـخاصّ»‏‎[3]‎‎ ‎‏فهو غیر متین کما عرفت مراراً، ولا سیّما فیما نحن فیـه؛ لأنّـه بحسب الـخارج‏‎ ‎‏والـتکوین قصد الـتقرّب، وأتیٰ بجمیع ما کان واجباً علیـه، والـتقیـید الـمزبور‏‎ ‎‏لا یورث کون الـمأتی بـه مراعی، أو معلّقاً، بل هو من قبیل تقیـید الـضرب،‏‎ ‎‏فإنّـه إذا وقع علیٰ زید لا ینقلب عمّا هو علیـه.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 120]]‎

  • )) تحریرات فی الاُصول 2 : 161 ـ 181 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 101 .
  • )) العروة الوثقیٰ 2 : 169، کتاب الصوم ، فصل فی النیّة .

انتهای پیام /*