المبحث الأوّل فیما یتعلّق بماهیّة الصوم

الجهة الرابعة : فی صوم غیر رمضان فیه عالماً عامداً

کد : 155410 | تاریخ : 30/03/1394

الجهة الرابعة : فی صوم غیر رمضان فیه عالماً عامداً

‏ ‏

‏لاشبهـة عندهم فی أنّـه إذا صام عالـماً عامداً صوماً غیرصوم شهر‏‎ ‎‏رمضان، فإنّـه لایقع من رمضان، وهذا الـحکم کأنّـه مقطوع بـه عند‏‎ ‎‏الـمتأخّرین.‏

‏وقال الـعلاّمـة فی «الـتذکرة»: «لو نوی الـحاضر فی رمضان صوماً‏‎ ‎‏مطلقاً، وقع عن رمضان إجماعاً، ولو نویٰ غیره مع الـجهل فکذلک؛ لـلاکتفاء‏‎ ‎‏بنیّـة الـقربـة فی رمضان، وقد حصلت، فلاتضرّ الـضمیمـة، ومع الـعلم کذلک؛‏‎ ‎‏لـهذا الـدلیل.‏

‏ویحتمل الـبطلان، لـعدم قصد رمضان والـمطلق، فلایقعان»‏‎[1]‎‏ انتهیٰ.‏

‏وهذا هو الـظاهر من «الـشرائع» فقال: «ولو نویٰ غیره واجباً کان أو‏‎ ‎


‎[[page 86]]‎‏ندباً، أجزأ عن رمضان، دون ما نواه»‏‎[2]‎‏ انتهیٰ.‏

‏فاحتمال وقوع الـمنویّ عن رمضان، ولو کان صوم الـکفّارة والـنذر‏‎ ‎‏وقضاء الـشهر الـسابق، قویٌّ وإن کان عالـماً عامداً. ومخالـفـة الـحلّی‏‎[3]‎‎ ‎‏والـشهیدین‏‎[4]‎‏ وجماعـة ‏‏رحمهم الله‏‎[5]‎‏ لـلإجزاء فی صورة الـعلم، لاتضرّ بما هو‏‎ ‎‏مقتضی الـقواعد. وقد أفتیٰ بالإجزاء أبویوسف، ومحمّد‏‎[6]‎‏.‏

‏ومن الـعجب ما عن «الـمدارک» من الـمناقشـة فی الـمسألـة : «بأنّ‏‎ ‎‏إلـغاء الـزائد علیٰ نیّـة الـتقرّب، إنّمـا هـو بالـنسبـة إلـیٰ وقـوع ما نواه، لا‏‎ ‎‏أنّـه لـغو بحیث یکون کما لـو نوی الـصوم الـمطلق الـمنصرف إلـیٰ شهر‏‎ ‎‏رمضان»‏‎[7]‎‏ انتهیٰ!‏

‏وأنت خبیر بخلطـه بین مرحلتی الـثبوت والإثبات؛ فإنّ الـبحث هنا‏‎ ‎‏حول دعویٰ: أنّ الـنیّـة الـمضارّة حسب الأدلّـة لاتضرّ ثبوتاً، والـصوم‏‎ ‎‏الـمطلق ـ لـمکان اشتمالـه علیٰ ما هو الـمأمور بـه ـ یقع عن رمضان، لا‏‎ ‎‏لانصرافـه فی مقام الإثبات إلـی صوم رمضان؛ فإنّـه بحث آخر لاینبغی‏‎ ‎‏الـخلط، فلو کانت نیّـة الـصوم الآخر مورثـة للبطلان، ففی الـمطلق أیضاً یلزم‏‎ ‎‏الـبطلان؛ لـعدم وجدانـه لـما هو شرط الـمأمور بـه؛ وهو کون الـصوم من‏‎ ‎


‎[[page 87]]‎‏شهر رمضان، ولو کان الـمطلق صحیحاً ـ لا لـلإنصراف ـ فالـمقیّد أیضاً‏‎ ‎‏صحیح؛ لأنّـه الـمطلق مع الـقید الـزائد اللغو، ولیس من قیود الـمأمور بـه‏‎ ‎‏عدم تقیّده بـه، حتّیٰ یلزم بطلانـه لـلإخلال بالـشرط الـعدمیّ.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 88]]‎

  • )) تذکرة الفقهاء 6 : 10 .
  • )) شرائع الإسلام 1 : 169 .
  • )) السرائر 1 : 372 .
  • )) الدروس الشرعیّة 1: 268، مسالک الأفهام 2 : 12، الروضة البهیّة 1 : 194/ السطر1.
  • )) مختلف الشیعة 3 : 376 ، العروة الوثقیٰ 2 : 170 ، کتاب الصوم .
  • )) الخلاف 2 : 165 .
  • )) مدارک الأحکام 6 : 32 .

انتهای پیام /*