القول:فی القراءة و الذکر
(مسألة 1): یجب فی الرکعة الاُولی و الثانیة من الفرائض قراءة«الفاتحة» وسورة کاملة عقیبها.وله ترک السورة فی بعض الأحوال،بل قد یجب مع ضیق الوقت و الخوف ونحوهما من أفراد الضرورة.ولو قدّمها علی«الفاتحة»عمداً استأنف الصلاة،ولو قدّمها سهواً وذکر قبل الرکوع،فإن لم یکن قرأ«الفاتحة» بعدها أعادها بعد أن یقرأ«الفاتحة»،و إن قرأها بعدها أعادها دون«الفاتحة».
(مسألة 2): یجب قراءة«الحمد»فی النوافل کالفرائض؛بمعنی کونها شرطاً فی صحّتها.و أمّا السورة فلا تجب فی شیء منها و إن وجبت بالعارض بنذر ونحوه.نعم،النوافل التی وردت فی کیفیتها سور خاصّة یعتبر فی تحقّقها تلک السور،إلّاأن یعلم أنّ إتیانها بتلک السور شرط لکمالها،لا لأصل مشروعیتها وصحّتها.
[[page 172]] (مسألة 3): الأقوی جواز قراءة أزید من سورة واحدة فی رکعة من الفریضة علی کراهیة،بخلاف النافلة فلا کراهة فیها.والأحوط ترکها فی الفریضة.
(مسألة 4): لا یجوز قراءة ما یفوت الوقت بقراءته من السور الطوال،فإن فعله عامداً بطلت صلاته علی إشکال،و إن کان سهواً عدل إلی غیرها مع سعة الوقت،و إن ذکر بعد الفراغ منها و قد فات الوقت أتمّ صلاته.وکذا لا یجوز قراءة إحدی السور العزائم فی الفریضة،فلو قرأها نسیاناً إلی أن قرأ آیة السجدة،أو استمعها و هو فی الصلاة،فالأحوط أن یومئ إلی السجدة و هو فی الصلاة،ثمّ یسجد بعد الفراغ؛و إن کان الأقوی جوازَ الاکتفاء بالإیماء فی الصلاة،وجوازَ الاکتفاء بالسورة.
(مسألة 5): البسملة جزء من کلّ سورة-فیجب قراءتها-عدا سورة «البراءة».
(مسألة 6): سورة«الفیل»و«الإیلاف»سورة واحدة،وکذلک«والضحی» و«ألم نشرح»،فلا تجزی واحدة منها،بل لا بدّ من الجمع مرتّباً مع البسملة الواقعة فی البین.
(مسألة 7): یجب تعیین السورة عند الشروع فی البسملة علی الأقوی.ولو عیّن سورة ثمّ عدل إلی غیرها تجب إعادة البسملة للمعدول إلیها.و إذا عیّن سورة عند البسملة،ثمّ نسیها ولم یدرِ ما عیّن أعاد البسملة مع تعیین سورة معیّنة.ولو کان بانیاً من أوّل الصلاة علی أن یقرأ سورة معیّنة،فنسی وقرأ غیرها، أو کانت عادته قراءة سورة فقرأ غیرها،کفی ولم یجب إعادة السورة.
[[page 173]] (مسألة 8): یجوز العدول اختیاراً من سورة إلی غیرها ما لم یبلغ النصف، عدا«التوحید»و«الجحد»،فإنّه لا یجوز العدول منهما إلی غیرهما،ولا من إحداهما إلی الاُخری بمجرّد الشروع.نعم،یجوز العدول منهما إلی«الجمعة» و«المنافقین»فی ظهر یوم الجمعة،وفی الجمعة علی الأقوی إذا شرع فیهما نسیاناً ما لم یبلغ النصف.
(مسألة 9): یجب الإخفات بالقراءة عدا البسملة فی الظهر و العصر،ویجب علی الرجال الجهر بها فی الصبح واُولیی المغرب و العشاء،فمن عکس عامداً بطلت صلاته.ویعذر الناسی،بل مطلق غیر العامد و الجاهل بالحکم من أصله غیر المتنبّه للسؤال،بل لا یعیدون ما وقع منهم من القراءة بعد ارتفاع العذر فی الأثناء.أمّا العالم به فی الجملة الذی جهل محلّه أو نساه،والجاهل بأصل الحکم المتنبّه للسؤال عنه،فالأحوط لهما الاستئناف؛و إن کان الأقوی الصحّة مع حصول نیّة القربة منهما.ولا جهر علی النساء،بل یتخیّرنَ بینه وبین الإخفات مع عدم الأجنبیّ،ویجب علیهنّ الإخفات فیما یجب علی الرجال،ویُعذَرنَ فیما یُعذَرون فیه.
(مسألة 10): یستحبّ للرجال الجهر بالبسملة فی الظهرین ل«الحمد» والسورة،کما أنّه یستحبّ لهم الجهر بالقراءة فی ظهر یوم الجمعة،ولکن لا ینبغی ترک الاحتیاط بالإخفات.
(مسألة 11): مناط الجهر و الإخفات ظهور جوهر الصوت وعدمه،لا سماع من بجانبه وعدمه.ولا یجوز الإفراط فی الجهر کالصیاح،کما أنّه لا یجوز الإخفات بحیث لا یسمع نفسه مع عدم المانع.
[[page 174]] (مسألة 12): یجب أن تکون القراءة صحیحة،فلو أخلّ عامداً بحرف أو حرکة أو تشدید أو نحو ذلک بطلت صلاته.ومن لا یحسن«الفاتحة»أو السورة یجب علیه تعلّمهما.
(مسألة 13): المدار فی صحّة القراءة علی أداء الحروف من مخارجها علی نحو یعدّه أهل اللسان مؤدّیاً للحرف الفلانی دون حرف آخر،ومراعاة حرکات البِنیة وما له دَخل فی هیئة الکلمة،والحرکات و السکنات الإعرابیة و البنائیة علی وفق ما ضبطه علماء العربیة،وحذف همزة الوصل فی الدرج کهمزة«أل» وهمزة «اِهْدِنَا» علی الأحوط،وإثبات همزة القطع کهمزة «أَنْعَمْتَ» .ولا یلزم مراعاة تدقیقات علماء التجوید فی تعیین مخارج الحروف،فضلاً عمّا یرجع إلی صفاتها؛من الشدّة و الرخوة و التفخیم و الترقیق والاستعلاء وغیر ذلک.
ولا الإدغام الکبیر؛و هو إدراج الحرف المتحرّک-بعد إسکانه-فی حرف مماثل له مع کونهما فی کلمتین،مثل «یَعْلَمُ مٰا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ» بإدراج المیم فی المیم،أو مقارب له ولو فی کلمة واحدة ک «یَرْزُقُکُمْ» و «زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ» بإدراج القاف فی الکاف و الحاء فی العین.بل الأحوط ترک مثل هذا الإدغام، خصوصاً فی المقارب بل ولا یلزم مراعاة بعض أقسام الإدغام الصغیر،کإدراج الساکن الأصلی فیما یقاربه،ک «مِنْ رَبِّکَ» بإدراج النون فی الراء.نعم، الأحوط مراعاة المدّ اللازم،و هو ما کان حرف المدّ وسبباه-أیالهمزة والسکون-فی کلمة واحدة،مثل «جٰاءَ» و «سُوءَ» و «جِیءَ» و«دابة» و«ق»و «ص» .وکذا ترک الوقف علی المتحرّک،والوصل مع السکون، وإدغام التنوین و النون الساکنة فی حروف«یرملون»؛و إن کان المترجّح فی النظر عدم لزوم شیء ممّا ذکر.
[[page 175]] (مسألة 14): الأحوط عدم التخلّف عن إحدی القراءات السبع.کما أنّ الأحوط عدم التخلّف عمّا فی المصاحف الکریمة الموجودة بین أیدی المسلمین؛و إن کان التخلّف فی بعض الکلمات-مثل «مٰالِکِ یَوْمِ الدِّینِ» و «کُفُواً أَحَدٌ» -غیر مضرّ،بل لا یبعد جواز القراءة بإحدی القراءات.
(مسألة 15): یجوز قراءة «مٰالِکِ یَوْمِ الدِّینِ» و ملک یوم الدین» ، ولا یبعد أن یکون الأوّل أرجح،وکذا یجوز فی«الصراط»أن یقرأ بالصاد والسین،والأرجح بالصاد.وفی «کُفُواً أَحَدٌ» وجوه أربعة:بضمّ الفاء وسکونه مع الهمزة أو الواو،ولا یبعد أن یکون الأرجح بضمّ الفاء مع الواو.
(مسألة 16): من لا یقدر إلّاعلی الملحون أو تبدیل بعض الحروف، ولا یستطیع أن یتعلّم أجزأه ذلک،ولا یجب علیه الائتمام و إن کان أحوط،ومن کان قادراً علی التصحیح و التعلّم ولم یتعلّم،یجب علیه علی الأحوط الائتمام مع الإمکان.
(مسألة 17): یتخیّر فیما عدا الرکعتین الاُولیین من الفریضة بین الذکر و«الفاتحة»،ولا یبعد أن یکون الأفضل للإمام القراءة،وللمأموم الذکر،وهما للمنفرد سواء،وصورته:«سبحانَ اللّٰهِ و الحمدُ للّٰهِ ولا إلهَ إلّااللّٰهُ و اللّٰهُ أکبر».
وتجب المحافظة علی العربیة.ویجزی مرّة واحدة،والأحوط الأفضل التکرار ثلاثاً،والأولی إضافة الاستغفار إلیها.ویجب الإخفات فی الذکر و القراءة حتّی البسملة علی الأحوط.ولا یجب اتّفاق الرکعتین الأخیرتین فی الذکر أو القراءة.
(مسألة 18): لو قصد التسبیح مثلاً فسبق لسانه إلی القراءة من غیر تحقّق
[[page 176]]القصد إلیها ولو ارتکازاً،فالأقوی عدم الاجتزاء بها،ومع تحقّقه فالأقوی الصحّة.وکذا الحال لو فعل ذلک غافلاً من غیر قصد إلی أحدهما،فإنّه مع عدمه ولو ارتکازاً فالأقوی عدم الصحّة،وإلّا فالأقوی الصحّة.
(مسألة 19): لو قرأ«الفاتحة»بتخیّل أنّه فی الاُولیین فتبیّن کونه فی الأخیرتین یجتزئ بها.وکذا لو قرأها بتخیّل أنّه فی الأخیرتین فتبیّن کونه فی الاُولیین.
(مسألة 20): الأحوط أن لایزید علی ثلاثة تسبیحات إلّابقصد الذکر المطلق.
(مسألة 21): یستحبّ قراءة«عمّ یتساءلون»أو«هل أتیٰ»أو«الغاشیة»أو «القیامة»وأشباهها فی صلاة الصبح،وقراءة«سبّح اسم»أو«والشمس»فی الظهر و«إذا جاء نصر اللّٰه»و«ألهاکم التّکاثر»فی العصر و المغرب.والأولی اختیار قراءة«الجمعة»فی الرکعة الاُولی من العشاءین،و«الأعلی»فی الثانیة منهما فی لیلة الجمعة،وقراءة سورة«الجمعة»فی الرکعة الاُولی،و«المنافقین» فی الثانیة فی الظهر و العصر من یوم الجمعة،وکذا فی صبح یوم الجمعة،أو یقرأ فیها فی الاُولی«الجمعة»،و«التوحید»فی الثانیة،وفی المغرب فی لیلة الجمعة فی الاُولی«الجمعة»،وفی الثانیة«التوحید».کما أنّه یستحبّ فی کلّ صلاة قراءة سورة«القدر»فی الاُولی و«التوحید»فی الثانیة.
(مسألة 22): قد عرفت أنّه یجب الاستقرار حال القراءة و الأذکار،فلو أراد حالهما التقدّم أو التأخّر أو الانحناء لغرض،یجب ترکهما حال الحرکة،لکن لا یضرّ مثل تحریک الید أو أصابع الرجلین و إن کان الترک أولی.ولو تحرّک حال القراءة قهراً فالأحوط إعادة ما قرأه فی تلک الحالة.
[[page 177]] (مسألة 23): لو شکّ فی صحّة قراءة آیة أو کلمة،یجب إعادتها إذا لم یتجاوز،ویجوز بقصد الاحتیاط مع التجاوز،ولو شکّ ثانیاً أو ثالثاً لا بأس بالتکرار ما لم یکن عن وسوسة،وإلّا فلا یعتنی بشکّه.
[[page 178]]