کتاب القضاء

[الفصل] الأوّل:فی کتاب قاضٍ إلی قاضٍ

کد : 157342 | تاریخ : 16/05/1394

‏ ‏

[الفصل] الأوّل:فی کتاب قاضٍ إلی قاضٍ

‏         (مسألة 1): لا ینفذ الحکم ولا تفصل الخصومة إلّابالإنشاء لفظاً،ولا عبرة ‏‎ ‎‏بالإنشاء کتباً،فلو کتب قاضٍ إلی قاضٍ آخر بالحکم وأراد الإنشاء بالکتابة،لا ‏‎ ‎‏یجوز للثانی إنفاذه و إن علم بأنّ الکتابة له وعلم بقصده.‏

‏         (مسألة 2): إنهاء حکم الحاکم-بعد فرض الإنشاء لفظاً-إلی حاکم آخر: ‏

‏إمّا بالکتابة أو القول أو الشهادة.فإن کان بالکتابة؛بأن یکتب إلی حاکم آخر ‏‎ ‎‏بحکمه،فلا عبرة بها حتّی مع العلم بأ نّها له وأراد مفادها.و أمّا القول مشافهة؛ ‏‎ ‎‏فإن کان شهادة علی إنشائه السابق فلا یقبل إلّامع شهادة عادل آخر،وأولی ‏‎ ‎‏بذلک ما إذا قال:«ثبت عندی کذا»،و إن کان الإنشاء بحضور الثانی؛بأن کان ‏‎ ‎‏الثانی حاضراً فی مجلس الحکم فقضی الأوّل،فهو خارج عن محطّ البحث، ‏‎ ‎‏لکن یجب إنفاذه.و أمّا شهادة البیّنة علی حکمه فمقبولة یجب الإنفاذ علی حاکم ‏‎ ‎‏آخر.وکذا لو علم حکم الحاکم بالتواتر أو قرائن قطعیة أو إقرار المتخاصمین.‏

‏         (مسألة 3): الظاهر أنّ إنفاذ حکم الحاکم أجنبیّ عن حکم الحاکم الثانی فی ‏‎ ‎‏الواقعة؛لأنّ قطع الخصومة حصل بحکم الأوّل،و إنّما أنفذه وأمضاه الحاکم ‏‎ ‎‏الآخر لیجریه الولاة والاُمراء،ولا أثر له بحسب الواقعة،فإنّ إنفاذه وعدم إنفاذه ‏
‎[[page 464]]‎‏بعد تمامیة موازین القضاء فی الأوّل سواء،ولیس له الحکم فی الواقعة لعدم ‏‎ ‎‏علمه وعدم تحقّق موازین القضاء عنده.‏

‏         (مسألة 4): لا فرق فیما ذکرناه بین حقوق اللّٰه تعالی وحقوق الناس،إلّافی ‏‎ ‎‏الثبوت بالبیّنة،فإنّ الإنفاذ بها فیها محلّ إشکال و الأشبه عدمه.‏

‏         (مسألة 5): لا یعتبر فی جواز شهادة البیّنة ولا فی قبولها هنا،غیر ما یعتبر ‏‎ ‎‏فیهما فی سائر المقامات،فلا یعتبر إشهادهما علی حکمه وقضائه فی التحمّل. ‏

‏وکذا لا یعتبر فی قبول شهادتهما إشهادهما علی الحکم،ولا حضورهما فی ‏‎ ‎‏مجلس الخصومة وسماعهما شهادة الشهود،بل المعتبر شهودهما:أنّ الحاکم ‏‎ ‎‏حکم بذلک،بل یکفی علمهما بذلک.‏

‏         (مسألة 6): قیل:إن لم یحضر الشاهدان الخصومة،فحکی الحاکم لهما ‏‎ ‎‏الواقعة وصورة الحکم،وسمّی المتحاکمین بأسمائهما وآبائهما وصفاتهما، ‏‎ ‎‏وأشهدهما علی الحکم،فالأولی القبول؛لأنّ إخباره کحکمه ماضٍ،والأشبه ‏‎ ‎‏عدم القبول إلّابضمّ عادل آخر.بل لو أنشأ الحکم بعد الإنشاء فی مجلس ‏‎ ‎‏الخصومة،فجواز الشهادة بالحکم بنحو الإطلاق مشکل بل ممنوع،والشهادة ‏‎ ‎‏بنحو التقیید-بأ نّه لم یکن إنشاء مجلس الخصومة ولا إنشاء الرافع لها- ‏‎ ‎‏جائزة،لکن إنفاذه للحاکم الآخر مشکل بل ممنوع.‏

‏         (مسألة 7): لا فرق-فی جمیع ما مرّ-بین أن یکون حکم الحاکم بین ‏‎ ‎‏المتخاصمین مع حضورهما،وبین حکمه علی الغائب بعد إقامة المدّعی البیّنة، ‏‎ ‎‏فالتحمّل فیهما و الشهادة وشرائط القبول واحد،ولا بدّ للشاهدین من حفظ ‏‎ ‎‏جمیع خصوصیات المدّعی و المدّعی علیه بما یخرجهما عن الإبهام،وحفظ ‏
‎[[page 465]]‎‏المدّعی به بخصوصیاته المخرجة عن الإبهام،وحفظ الشاهدین وخصوصیاتهما ‏‎ ‎‏کذلک فیما یحتاج إلیه،کالحکم علی الغائب وأ نّه علی حجّته.‏

‏         (مسألة 8): لو اشتبه الأمر علی الحاکم الثانی-لعدم ضبط الشهود له ما ‏‎ ‎‏یرفع به الإبهام-أوقف الحکم حتّی یتّضح الأمر بتذکّرهما أو بشهادة غیرهما.‏

‏         (مسألة 9): لو تغیّرت حال الحاکم الأوّل بعد حکمه بموت أو جنون،لم ‏‎ ‎‏یقدح ذلک فی العمل بحکمه وفی لزوم إنفاذه علی حاکم آخر؛لو توقّف استیفاء ‏‎ ‎‏الحقّ علیه.ولو تغیّرت بفسق فقد یقال:لم یعمل بحکمه،أو یفصّل بین ظهور ‏‎ ‎‏الفسق قبل إنفاذه فلم یعمل أو بعده فیعمل،والأشبه العمل مطلقاً کسائر العوارض ‏‎ ‎‏وجواز إنفاذه أو وجوبه.‏

‏         (مسألة 10): لو أقرّ المدّعی علیه عند الحاکم الثانی بأ نّه المحکوم علیه ‏‎ ‎‏و هو المشهود علیه،ألزمه الحاکم.ولو أنکر،فإن کانت شهادة الشهود علی عینه ‏‎ ‎‏لم یسمع منه واُلزم،وکذا لو کانت علی وصف لا ینطبق إلّاعلیه،وکذا فیما ‏‎ ‎‏ینطبق علیه إلّانادراً؛بحیث لا یعتنی باحتماله العقلاء،وکان الانطباق علیه ‏‎ ‎‏ممّا یطمأنّ به.و إن کان الوصف علی وجه قابل للانطباق علی غیره وعلیه ‏‎ ‎‏فالقول قوله بیمینه،وعلی المدّعی إقامة البیّنة بأ نّه هو.ویحتمل فی هذه الصورة ‏‎ ‎‏عدم صحّة الحکم؛لکونه من قبیل القضاء بالمبهم.وفیه تأمّل.‏

‏ ‏

‎[[page 466]]‎

انتهای پیام /*