کتاب النکاح

فصل:فی أولیاء العقد

کد : 157356 | تاریخ : 16/05/1395

‏ ‏

فصل:فی أولیاء العقد

‏         (مسألة 1): للأب و الجدّ من طرف الأب-بمعنی أب الأب فصاعداً-ولایة ‏‎ ‎‏علی الصغیر و الصغیرة و المجنون المتّصل جنونه بالبلوغ،وکذا المنفصل عنه ‏‎ ‎‏علی الظاهر،ولا ولایة للاُمّ علیهم وللجدّ من طرف الاُمّ؛ولو من قبل امّ الأب؛ ‏‎ ‎‏بأن کان أباً لاُمّ الأب مثلاً،ولا للأخ و العمّ و الخال وأولادهم.‏

‏         (مسألة 2): لیس للأب و الجدّ للأب ولایة علی البالغ الرشید،ولا علی ‏‎ ‎‏البالغة الرشیدة إذا کانت ثیّبة.و أمّا إذا کانت بکراً ففیه أقوال:استقلالها وعدم ‏‎ ‎‏الولایة لهما علیها؛لا مستقلاًّ ولا منضمّاً،واستقلالهما وعدم سلطنة وولایة لها ‏‎ ‎‏کذلک،والتشریک بمعنی اعتبار إذن الولیّ وإذنها معاً،والتفصیل بین الدوام ‏‎ ‎‏والانقطاع؛إمّا باستقلالها فی الأوّل دون الثانی،أو العکس،والأحوط الاستئذان ‏‎ ‎‏منهما.نعم،لا إشکال فی سقوط اعتبار إذنهما إن منعاها من التزویج بمن هو ‏‎ ‎‏کفو لها شرعاً وعرفاً مع میلها،وکذا إذا کانا غائبین؛بحیث لا یمکن الاستئذان ‏‎ ‎‏منهما مع حاجتها إلی التزویج.‏

‏         (مسألة 3): ولایة الجدّ لیست منوطة بحیاة الأب ولا موته،فعند وجودهما ‏
‎[[page 273]]‎‏استقلّ کلّ منهما بالولایة،و إذا مات أحدهما اختصّت بالآخر،وأیّهما سبق فی ‏‎ ‎‏تزویج المولّی علیه عند وجودهما لم یبق محلّ للآخر،ولو زوّج کلّ منهما من ‏‎ ‎‏شخص،فإن علم السابق منهما فهو المقدّم ولغا الآخر،و إن علم التقارن قدّم ‏‎ ‎‏عقد الجدّ ولغا عقد الأب،و إن جهل تأریخهما فلا یعلم السبق و اللحوق ‏‎ ‎‏والتقارن،لزم إجراء حکم العلم الإجمالی بکونها زوجة لأحدهما،و إن علم ‏‎ ‎‏تأریخ أحدهما دون الآخر،فإن کان المعلوم تأریخ عقد الجدّ قدّم علی عقد ‏‎ ‎‏الأب،و إن کان عقد الأب قدّم علی عقد الجدّ،لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط فی ‏‎ ‎‏هذه الصورة.‏

‏         (مسألة 4): یشترط فی صحّة تزویج الأب و الجدّ ونفوذه عدم المفسدة،وإلّا ‏‎ ‎‏یکون العقد فضولیاً کالأجنبیّ،یتوقّف صحّته علی إجازة الصغیر بعد البلوغ،بل ‏‎ ‎‏الأحوط مراعاة المصلحة.‏

‏         (مسألة 5): إذا وقع العقد من الأب أو الجدّ عن الصغیر أو الصغیرة مع مراعاة ‏‎ ‎‏ما یجب مراعاته لا خیار لهما بعد بلوغهما،بل هو لازم علیهما.‏

‏         (مسألة 6): لو زوّج الولیّ الصغیرة بدون مهر المثل أو زوّج الصغیر بأزید ‏‎ ‎‏منه،فإن کانت هناک مصلحة تقتضی ذلک صحّ العقد و المهر ولزم،و إن کانت ‏‎ ‎‏المصلحة فی نفس التزویج دون المهر،فالأقوی صحّة العقد ولزومه وبطلان ‏‎ ‎‏المهر؛بمعنی عدم نفوذه وتوقّفه علی الإجازة بعد البلوغ،فإن أجاز استقرّ،وإلّا ‏‎ ‎‏رجع إلی مهر المثل.‏

‏         (مسألة 7): السفیه المبذّر المتّصل سفهه بزمان صغره،أو حجر علیه ‏‎ ‎‏للتبذیر،لا یصحّ نکاحه إلّابإذن أبیه أو جدّه أو الحاکم مع فقدهما،وتعیین ‏
‎[[page 274]]‎‏المهر و المرأة إلی الولیّ،ولو تزوّج بدون الإذن وقف علی الإجازة،فإن رأی ‏‎ ‎‏المصلحة وأجاز جاز،ولا یحتاج إلی إعادة الصیغة.‏

‏         (مسألة 8): إذا زوّج الولیّ المولّی علیه بمن له عیب لم یصحّ ولم ینفذ؛سواء ‏‎ ‎‏کان من العیوب الموجبة للخیار،أو غیرها ککونه منهمکاً فی المعاصی،وکونه ‏‎ ‎‏شارب الخمر أو بذیء اللسان سیّئ الخلق وأمثال ذلک،إلّاإذا کانت مصلحة ‏‎ ‎‏ملزمة فی تزویجه،وحینئذٍ لم یکن خیار الفسخ لا له ولا للمولّی علیه؛إذا ‏‎ ‎‏لم یکن العیب من العیوب المجوّزة للفسخ،و إن کان منها فالظاهر ثبوت الخیار ‏‎ ‎‏للمولّی علیه بعد بلوغه.هذا کلّه مع علم الولیّ بالعیب،وإلّا ففیه تأمّل وتردّد ‏‎ ‎‏و إن لا تبعد الصحّة مع إعمال جهده فی إحراز المصلحة،وعلی الصحّة له الخیار ‏‎ ‎‏فی العیوب الموجبة للفسخ،کما أنّ للمولّی علیه ذلک بعد رفع الحجر عنه،وفی ‏‎ ‎‏غیرها لا خیار له ولا للولیّ علی الأقوی.‏

‏         (مسألة 9): ینبغی بل یستحبّ للمرأة المالکة أمرها أن تستأذن أباها أو ‏‎ ‎‏جدّها،و إن لم یکونا فأخاها،و إن تعدّد الأخ قدّمت الأکبر.‏

‏         (مسألة 10): هل للوصیّ-أی‌القیّم من قبل الأب أو الجدّ-ولایة علی ‏‎ ‎‏الصغیر و الصغیرة فی النکاح؟فیه إشکال لا یترک الاحتیاط.‏

‏         (مسألة 11): لیس للحاکم ولایة فی النکاح علی الصغیر ذکراً کان أو انثی مع ‏‎ ‎‏فقد الأب و الجدّ.ولو اقتضت الحاجة و الضرورة و المصلحة اللازمة المراعاة ‏‎ ‎‏النکاحَ؛بحیث ترتّب علی ترکه مفسدة یلزم التحرّز عنها،قام الحاکم به،ولا ‏‎ ‎‏یترک الاحتیاط بضمّ إجازة الوصیّ للأب أو الجدّ مع وجوده.وکذا فیمن بلغ فاسد ‏‎ ‎‏العقل،أو تجدّد فساد عقله؛إذا کان البلوغ و التجدّد فی زمان حیاة الأب أو الجدّ.‏


‎[[page 275]]‎‏         (مسألة 12): یشترط فی ولایة الأولیاء:البلوغ و العقل و الحرّیة و الإسلام إذا ‏‎ ‎‏کان المولّی علیه مسلماً،فلا ولایة للصغیر و الصغیرة علی أحد،بل الولایة فی ‏‎ ‎‏موردها لولیّهما،وکذا لا ولایة للأب و الجدّ إذا جنّا،و إن جنّ أحدهما یختصّ ‏‎ ‎‏الولایة بالآخر.وکذا لا ولایة للأب الکافر علی ولده المسلم،فتکون للجدّ إذا ‏‎ ‎‏کان مسلماً،والظاهر ثبوت ولایته علی ولده الکافر إذا لم یکن له جدّ مسلم، ‏‎ ‎‏وإلّا فلا یبعد ثبوتها له دون الکافر.‏

‏         (مسألة 13): العقد الصادر من غیر الوکیل و الولیّ-المسمّی بالفضولی-یصحّ ‏‎ ‎‏مع الإجازة؛سواء کان فضولیاً من الطرفین أو من أحدهما،وسواء کان المعقود ‏‎ ‎‏علیه صغیراً أو کبیراً،وسواء کان العاقد قریباً للمعقود علیه کالأخ و العمّ و الخال، ‏‎ ‎‏أو أجنبیّاً،ومنه العقد الصادر من الولیّ أو الوکیل علی غیر الوجه المأذون فیه؛ ‏‎ ‎‏بأن أوقع الولیّ علی خلاف المصلحة،أو الوکیل علی خلاف ما عیّنه الموکّل.‏

‏         (مسألة 14): إن کان المعقود له ممّن یصحّ منه العقد لنفسه-بأن کان بالغاً ‏‎ ‎‏عاقلاً-فإنّما یصحّ العقد الصادر من الفضولی بإجازته،و إن کان ممّن لا یصحّ ‏‎ ‎‏منه العقد،وکان مولّیً علیه-بأن کان صغیراً أو مجنوناً-فإنّما یصحّ إمّا بإجازة ‏‎ ‎‏ولیّه فی زمان قصوره،أو إجازته بنفسه بعد کماله،فلو أوقع الأجنبیّ عقداً علی ‏‎ ‎‏الصغیر أو الصغیرة،وقفت صحّة عقده علی إجازتهما له بعد بلوغهما ورشدهما ‏‎ ‎‏إن لم یجز أبوهما أو جدّهما فی حال صغرهما،فأیّ من الإجازتین حصلت ‏‎ ‎‏کفت.نعم،یعتبر فی صحّة إجازة الولیّ ما اعتبر فی صحّة عقده،فلو أجاز ‏‎ ‎‏العقد الواقع علی خلاف مصلحة الصغیر لغت إجازته،وانحصر الأمر فی إجازته ‏‎ ‎‏بنفسه بعد بلوغه ورشده.‏


‎[[page 276]]‎‏         (مسألة 15): لیست الإجازة علی الفور،فلو تأخّرت عن العقد بزمن طویل ‏‎ ‎‏صحّت؛سواء کان التأخیر من جهة الجهل بوقوعه،أو لأجل التروّی،أو ‏‎ ‎‏للاستشارة،أو غیر ذلک.‏

‏         (مسألة 16): لا أثر للإجازة بعد الردّ،وکذا لا أثر للردّ بعد الإجازة؛فبها یلزم ‏‎ ‎‏العقد،وبه ینفسخ؛سواء کان السابق من الردّ أو الإجازة واقعاً من المعقود له أو ‏‎ ‎‏ولیّه،فلو أجاز أو ردّ ولیّ الصغیرین العقد الواقع علیهما فضولاً،لیس لهما بعد ‏‎ ‎‏البلوغ ردّ فی الأوّل ولا إجازة فی الثانی.‏

‏         (مسألة 17): إذا کان أحد الزوجین کارهاً حال العقد لکن لم یصدر منه ردّ له، ‏‎ ‎‏فالظاهر أنّه یصحّ لو أجاز بعد ذلک،بل الأقوی صحّته بها حتّی لو استؤذن فنهی ‏‎ ‎‏ولم یأذن ومع ذلک أوقع الفضولی العقد.‏

‏         (مسألة 18): یکفی فی الإجازة المصحّحة لعقد الفضولی کلّ ما دلّ علی ‏‎ ‎‏إنشاء الرضا بذلک العقد،بل یکفی الفعل الدالّ علیه.‏

‏         (مسألة 19): لا یکفی الرضا القلبی فی صحّة العقد وخروجه عن الفضولیة ‏‎ ‎‏وعدم الاحتیاج إلی الإجازة،فلو کان حاضراً حال العقد راضیاً به إلّاأنّه ‏‎ ‎‏لم یصدر منه قول أو فعل یدلّ علی رضاه،فالظاهر أنّه من الفضولی.نعم، ‏‎ ‎‏قد یکون السکوت إجازة،وعلیه تحمل الأخبار فی سکوت البکر.‏

‏         (مسألة 20): لا یعتبر فی وقوع العقد فضولیاً قصد الفضولیة ولا الالتفات ‏‎ ‎‏إلیها.بل المدار فی الفضولیة وعدمها:هو کون العقد بحسب الواقع صادراً ‏‎ ‎‏عن غیر من هو مالک للعقد و إن تخیّل خلافه،فلو تخیّل کونه ولیّاً أو وکیلاً وأوقع ‏‎ ‎‏العقد فتبیّن خلافه،کان من الفضولی ویصحّ بالإجازة،کما أنّه لو اعتقد أنّه لیس ‏
‎[[page 277]]‎‏بوکیل ولا ولیّ فأوقع العقد بعنوان الفضولیة فتبیّن خلافه صحّ العقد ‏‎ ‎‏ولزم بلا توقّف علی الإجازة مع فرض مراعاة المصلحة.‏

‏         (مسألة 21): إن زوّج صغیران فضولاً،فإن أجاز ولیّهما قبل بلوغهما،أو ‏‎ ‎‏أجازا بعد بلوغهما،أو بالاختلاف-بأن أجاز ولیّ أحدهما قبل بلوغه،وأجاز ‏‎ ‎‏الآخر بعد بلوغه-تثبت الزوجیة ویترتّب جمیع أحکامها.و إن ردّ ولیّهما قبل ‏‎ ‎‏بلوغهما،أو ردّ ولیّ أحدهما قبل بلوغه،أو ردّا بعد بلوغهما،أو ردّ أحدهما بعد ‏‎ ‎‏بلوغه،أو ماتا أو مات أحدهما قبل الإجازة،بطل العقد من أصله؛بحیث ‏‎ ‎‏لم یترتّب علیه أثر أصلاً من توارث وغیره من سائر الآثار.نعم،لو بلغ أحدهما ‏‎ ‎‏وأجاز ثمّ مات قبل بلوغ الآخر وإجازته،یعزل من ترکته مقدار ما یرث الآخر ‏‎ ‎‏علی تقدیر الزوجیة،فإن بلغ وأجاز یدفع إلیه،لکن بعد ما حلف علی أنّه ‏‎ ‎‏لم تکن إجازته للطمع فی الإرث.و إن لم یجز،أو أجاز ولم یحلف علی ذلک، ‏‎ ‎‏لم یدفع إلیه،بل یردّ إلی الورثة،والظاهر أنّ الحاجة إلی الحلف إنّما هو فیما إذا ‏‎ ‎‏کان متّهماً بأنّ إجازته لأجل الإرث،و أمّا مع عدمه؛کما إذا أجاز مع الجهل ‏‎ ‎‏بموت الآخر،أو کان الباقی هو الزوج وکان المهر اللازم علیه علی تقدیر ‏‎ ‎‏الزوجیة أزید ممّا یرث،یدفع إلیه بدون الحلف.‏

‏         (مسألة 22): کما یترتّب الإرث علی تقدیر الإجازة و الحلف،یترتّب الآثار ‏‎ ‎‏الاُخر المترتّبة علی الزوجیة أیضاً؛من المهر،وحرمة الاُمّ و البنت،وحرمتها ‏‎ ‎‏علی أب الزوج وابنه إن کانت الزوجة هی الباقیة،وغیر ذلک،فیترتّب جمیع ‏‎ ‎‏الآثار علی الحلف فی الظاهر علی الأقوی.‏

‏         (مسألة 23): الظاهر جریان هذا الحکم فی کلّ مورد مات من لزم العقد من ‏
‎[[page 278]]‎‏طرفه وبقی من یتوقّف زوجیته علی إجازته،کما إذا زوّج أحد الصغیرین الولیّ ‏‎ ‎‏وزوّج الآخر الفضولی،فمات الأوّل قبل بلوغ الثانی وإجازته،بل لا یبعد ‏‎ ‎‏جریان الحکم فیما لو کانا کبیرین،فأجاز أحدهما ومات قبل موت الثانی ‏‎ ‎‏وإجازته،لکن الحلف مبنیّ علی الاحتیاط،کالحلف فی بعض الصور الاُخر.‏

‏         (مسألة 24): إذا کان العقد فضولیاً من أحد الطرفین کان لازماً من طرف ‏‎ ‎‏الأصیل،فلو کان هی الزوجة لیس لها أن تتزوّج بالغیر،قبل أن یردّ الآخر العقد ‏‎ ‎‏ویفسخه.وهل یثبت فی حقّه تحریم المصاهرة قبل إجازة الآخر وردّه،فلو کان ‏‎ ‎‏زوجاً حرم علیه نکاح امّ المرأة وبنتها واُختها،والخامسة إن کانت هی الرابعة؟ ‏‎ ‎‏الأحوط ذلک؛و إن کان الأقوی خلافه.‏

‏         (مسألة 25): إن ردّ المعقود له أو المعقود لها العقد الواقع فضولاً،صار العقد ‏‎ ‎‏کأ نّه لم یقع؛سواء کان العقد فضولیاً من الطرفین وردّاه معاً أو ردّه أحدهما،بل ‏‎ ‎‏ولو أجاز أحدهما وردّ الآخر،أو من طرف واحد وردّ ذلک الطرف،فتحلّ ‏‎ ‎‏المعقود لها علی أب المعقود له وابنه،وتحلّ بنتها واُمّها علی المعقود له.‏

‏         (مسألة 26): إن زوّج الفضولی امرأة برجل من دون اطّلاعها وتزوّجت هی ‏‎ ‎‏برجل آخر،صحّ الثانی ولزم،ولم یبق محلّ لإجازة الأوّل،وکذا لو زوّج ‏‎ ‎‏الفضولی رجلاً بامرأة من دون اطّلاعه،وزوّج هو باُمّها أو بنتها ثمّ علم.‏

‏         (مسألة 27): لو زوّج فضولیان امرأةً کلّ منهما برجل،کانت بالخیار فی ‏‎ ‎‏إجازة أیّهما شاءت،و إن شاءت ردّتهما؛سواء تقارن العقدان أو تقدّم أحدهما ‏‎ ‎‏علی الآخر،وکذلک الحال فیما إذا زوّج أحد الفضولیین رجلاً بامرأة،والآخر ‏‎ ‎‏باُمّها أو بنتها أو اختها،فإنّ له إجازة أیّهما شاء.‏


‎[[page 279]]‎‏         (مسألة 28): لو وکّلت رجلین فی تزویجها،فزوّجها کلّ منهما برجل،فإن ‏‎ ‎‏سبق أحدهما صحّ ولغا الآخر،و إن تقارنا بطلا معاً.و إن لم یعلم الحال،فإن ‏‎ ‎‏علم تأریخ أحدهما حکم بصحّته دون الآخر.و إن جهل تأریخهما،فإن احتمل ‏‎ ‎‏تقارنهما حکم ببطلانهما معاً فی حقّ کلّ من الزوجة و الزوجین،و إن علم عدم ‏‎ ‎‏التقارن فیعلم إجمالاً بصحّة أحد العقدین،وتکون المرأة زوجة لأحد الرجلین ‏‎ ‎‏وأجنبیّة عن أحدهما،فلیس للزوجة أن تتزوّج بغیرهما،ولا للغیر أن یتزوّج ‏‎ ‎‏بها؛لکونها ذات بعل قطعاً.و أمّا حالها بالنسبة إلی الزوجین وحالهما بالنسبة ‏‎ ‎‏إلیها،فالأولی أن یطلّقاها ویجدّد النکاح علیها أحدهما برضاها،و إن تعاسرا، ‏‎ ‎‏وکان فی التوقّف إلی أن یظهر الحال عسر وحرج علی الزوجة،أو لا یرجی ‏‎ ‎‏ظهور الحال،فالمتّجه تعیین الزوج منهما بالقرعة،فیحکم بزوجیة من ‏‎ ‎‏وقعت علیه.‏

‏         (مسألة 29): لو ادّعی أحد الزوجین سبق عقده،فإن صدّقه الآخر وکذا ‏‎ ‎‏الزوجة،أو صدّقه أحدهما وقال الآخر:«لا أدری»،فالزوجة لمدّعی السبق. ‏

‏و إن قال کلاهما:«لا أدری»فوجوب تمکین الزوجة من المدّعی بل جوازه ‏‎ ‎‏محلّ تأمّل،إلّاإذا رجع عدم درایة الرجل إلی الغفلة حین إجراء العقد،واحتمل ‏‎ ‎‏تطبیقه علی الصحیح من باب الاتّفاق.‏

‏و إن صدّقه الآخر ولکن کذّبته الزوجة،کانت الدعوی بین الزوجة وکلا ‏‎ ‎‏الزوجین،فالزوج الأوّل یدّعی زوجیتها وصحّة عقده،و هی تنکر زوجیته ‏‎ ‎‏وتدّعی فساد عقده،وتنعکس الدعوی بینها وبین الزوج الثانی؛حیث إنّه یدّعی ‏‎ ‎‏فساد عقده و هی تدّعی صحّته،ففی الدعوی الاُولی تکون هی المدّعیة و الزوج ‏‎ ‎‏هو المنکر،وفی الثانیة بالعکس،فإن أقامت البیّنة علی فساد الأوّل المستلزم ‏
‎[[page 280]]‎‏لصحّة الثانی حکم لها بزوجیتها للثانی دون الأوّل،و إن أقام الزوج الثانی بیّنة ‏‎ ‎‏علی فساد عقده یحکم بعدم زوجیتها له وثبوتها للأوّل.و إن لم تکن بیّنة یتوجّه ‏‎ ‎‏الحلف إلی الزوج الأوّل فی الدعوی الاُولی،وإلی الزوجة فی الدعوی الثانیة، ‏‎ ‎‏فإن حلف الزوج الأوّل ونکلت الزوجة تثبت زوجیتها للأوّل،و إن کان العکس ‏‎ ‎‏-بأن حلفت هی دونه-حکم بزوجیتها للثانی،و إن حلفا معاً فالمرجع هی ‏‎ ‎‏القرعة.هذا إذا کان مصبّ الدعوی صحّة العقد وفساده،لا السبق وعدمه،أو ‏‎ ‎‏السبق و اللحوق،أو الزوجیة وعدمها.وبالجملة:المیزان فی تشخیص المدّعی ‏‎ ‎‏والمنکر غالباً مصبّ الدعوی.‏

‏و إن ادّعی کلّ من الزوجین سبق عقده،فإن قالت الزوجة:«لا أدری»تکون ‏‎ ‎‏الدعوی بین الزوجین،فإن أقام أحدهما بیّنة دون الآخر حکم له وکانت الزوجة ‏‎ ‎‏له.و إن أقام کلّ منهما بیّنة تعارضت البیّنتان،فیرجع إلی القرعة فیحکم بزوجیة ‏‎ ‎‏من وقعت علیه.و إن لم تکن بیّنة یتوجّه الحلف إلیهما،فإن حلف أحدهما حکم ‏‎ ‎‏له،و إن حلفا أو نکلا یرجع إلی القرعة،و إن صدّقت المرأة أحدهما کان أحد ‏‎ ‎‏طرفی الدعوی من لم تصدّقه الزوجة،والطرف الآخر الزوج الآخر مع الزوجة، ‏‎ ‎‏فمع إقامة البیّنة من أحد الطرفین،أو من کلیهما الحکم کما مرّ.و أمّا مع عدمها ‏‎ ‎‏وانتهاء الأمر إلی الحلف،فإن حلف من لم تصدّقه الزوجة یحکم له علی کلّ من ‏‎ ‎‏الزوجة و الزوج الآخر،و أمّا مع حلف من صدّقته،فلا یترتّب علی حلفه رفع ‏‎ ‎‏دعوی الزوج الآخر علی الزوجة،بل لا بدّ من حلفها أیضاً.‏

‏         (مسألة 30): لو زوّج أحد الوکیلین عن الرجل له امرأة و الآخر بنتها،صحّ ‏‎ ‎‏السابق ولغا اللاحق،ومع التقارن بطلا معاً.و إن لم یعلم السابق فإن علم تأریخ ‏‎ ‎‏أحدهما حکم بصحّته دون الآخر.و إن جهل تأریخهما فإن احتمل تقارنهما ‏
‎[[page 281]]‎‏یحکم ببطلان کلیهما،و إن علم بعدم التقارن فقد علم بصحّة أحد العقدین وبطلان ‏‎ ‎‏أحدهما،فلا یجوز للزوج مقاربة واحدة منهما،کما أنّه لا یجوز لهما التمکین ‏‎ ‎‏منه.نعم،یجوز له النظر إلی الاُمّ،ولا یجب علیها التستّر عنه؛للعلم بأ نّه إمّا ‏‎ ‎‏زوجها أو زوج بنتها،و أمّا البنت فحیث إنّه لم یحرز زوجیتها،وبنت الزوجة إنّما ‏‎ ‎‏یحلّ النظر إلیها إن دَخَل بالاُمّ و المفروض عدمه،فلم یحرز ما هو سبب لحلّیة ‏‎ ‎‏النظر إلیها،ویجب علیها التستّر عنه.نعم،لو فرض الدخول بالاُمّ ولو بالشبهة ‏‎ ‎‏کان حالها حال الاُمّ.‏

‏ ‏

‎[[page 282]]‎

انتهای پیام /*