کتاب النکاح

القول:فی الرضاع

کد : 157891 | تاریخ : 18/05/1394

‏ ‏

القول:فی الرضاع 

‏انتشار الحرمة بالرضاع یتوقّف علی شروط:‏

‏         الأوّل :أن یکون اللبن حاصلاً من وطء ‏‎[1]‎‏جائز شرعاً بسبب نکاح أو ملک ‏‎ ‎‏یمین أو تحلیل،ویلحق به وطء الشبهة علی الأقوی،فلو درّ اللبن من الامرأة ‏‎ ‎‏من دون نکاح ‏‎[2]‎‏لم ینشر الحرمة،وکذا لو کان اللبن من زناً. ‏


‎[[page 416]]‎‏         (مسألة 1): لا یعتبر فی النشر بقاء المرأة فی حبال الرجل،فلو طلّقها الزوج ‏‎ ‎‏أو مات عنها و هی حامل منه أو مرضع،فأرضعت ولداً نشر الحرمة؛و إن ‏‎ ‎‏تزوّجت ودخل بها الزوج الثانی ولم تحمل منه،أو حملت منه وکان اللبن بحاله ‏‎ ‎‏لم ینقطع ولم تحدث فیه زیادة ‏‎[3]‎

‏         الثانی :أن یکون شرب اللبن بالامتصاص من الثدی،فلو وجر فی حلقه ‏‎ ‎‏اللبن،أو شرب اللبن المحلوب من المرأة،لم ینشر الحرمة.‏

‏         الثالث :أن تکون المرضعة حیّة،فلو ماتت فی أثناء الرضاع وأکمل النصاب ‏‎ ‎‏حال موتها ولو رضعة،لم ینشر الحرمة.‏

‏         الرابع :أن یکون المرتضع فی أثناء الحولین وقبل استکمالهما،فلا عبرة ‏‎ ‎‏برضاعه بعدهما.ولا یعتبر الحولان فی ولد المرضعة علی الأقوی،فلو وقع ‏‎ ‎‏الرضاع بعد کمال حولیه نشر الحرمة إذا کان قبل حولی المرتضع.‏

‏         (مسألة 2): المراد بالحولین أربع وعشرون شهراً هلالیاً من حین الولادة،ولو ‏‎ ‎‏وقعت فی أثناء الشهر یکمل من الشهر الخامس و العشرین ما مضی من الشهر ‏‎ ‎‏الأوّل علی الأظهر،فلو تولّد فی العاشر من شهر تکمل حولاه فی العاشر من ‏‎ ‎‏الخامس و العشرین.‏

‏         الشرط الخامس :الکمّیة،و هی بلوغه حدّاً معیّناً،فلا یکفی مسمّی الرضاع ‏‎ ‎‏ولا رضعة کاملة،وله فی الأخبار وعند فقهائنا الأخیار تحدیدات وتقدیرات ‏‎ ‎‏ثلاثة ‏‎[4]‎‏:الأثر و الزمان و العدد،وأیّ واحد منها حصل کفی فی نشر الحرمة:فأمّا ‏


‎[[page 417]]‎‏الأثر فهو أن یرضع بمقدار نبت اللحم وشدّ العظم،و أمّا الزمان فهو أن یرتضع من ‏‎ ‎‏المرأة یوماً ولیلة مع اتّصالهما؛بأن یکون غذاؤه فی هذه المدّة منحصراً بلبن ‏‎ ‎‏المرأة،و أمّا العدد فهو أن یرتضع منها خمس عشرة رضعة کاملة.‏

‏         (مسألة 3): المعتبر فی إنبات اللحم وشدّ العظم،استقلال الرضاع فی ‏‎ ‎‏حصولهما علی وجه ینسبان إلیه،فلو فرض ضمّ السکّر ونحوه إلیه علی نحو ‏‎ ‎‏ینسبان إلیهما أشکل ثبوت التحریم.کما أنّ المدار علی الإنبات و الشدّ المعتدّ به ‏‎ ‎‏منهما علی نحو مبان یصدقان عرفاً،ولا یکفی حصولهما بالدقّة العقلیة.و إذا ‏‎ ‎‏شکّ فی حصولهما بهذه المرتبة أو فی استقلال الرضاع فی حصولهما یرجع إلی ‏‎ ‎‏التقدیرین الآخرین.‏

‏         (مسألة 4): یعتبر فی التقدیر بالزمان أن یکون غذاؤه فی الیوم و اللیلة ‏‎ ‎‏منحصراً باللبن،ولا یقدح شرب الماء للعطش ولا ما یأکل أو یشرب دواء ‏‎[5]‎‏. ‏

‏والظاهر کفایة التلفیق فی التقدیر بالزمان لو ابتدأ بالرضاع فی أثناء اللیل ‏‎ ‎‏أو النهار.‏

‏         (مسألة 5): یعتبر فی التقدیر بالعدد امور:منها:کمال الرضعة؛بأن ‏‎ ‎‏یروی الصبیّ ویصدر من قبل نفسه،ولا تحسب الرضعة الناقصة ولا تضمّ ‏‎ ‎‏الناقصات بعضها ببعض؛بأن تحسب رضعتان ناقصتان أو ثلاث رضعات ‏‎ ‎‏ناقصات-مثلاً-واحدة.نعم لو التقم الصبیّ الثدی ثمّ رفضه لا بقصد الإعراض ‏‎ ‎‏بأن کان للتنفّس،أو الالتفات إلی ملاعب أو الانتقال من ثدی إلی آخر أو غیر ‏‎ ‎‏ذلک،کان الکلّ رضعة واحدة.ومنها:توالی الرضعات؛بأن لا یفصل بینها رضاع ‏‎ ‎
‎[[page 418]]‎‏امرأة ‏‎[6]‎‏اخری،ولا یقدح فی التوالی تخلّل غیر الرضاع من المأکول و المشروب ‏‎ ‎‏و إن تغذّی به.ومنها:أن یکون کمال العدد من امرأة واحدة،فلو ارتضع بعض ‏‎ ‎‏الرضعات من امرأة وأکملها من امرأة اخری لم ینشر الحرمة و إن اتّحد الفحل، ‏‎ ‎‏فلا تکون واحدة من المرضعتین امّاً للمرتضع ولا الفحل أباً له.ومنها:اتّحاد ‏‎ ‎‏الفحل؛بأن یکون تمام العدد من لبن فحل واحد،ولا یکفی اتّحاد المرضعة،فلو ‏‎ ‎‏أرضعت امرأة من لبن فحل ثمان رضعات ثمّ طلّقها الفحل وتزوّجت بآخر ‏‎ ‎‏وحملت منه ثمّ أرضعت ذلک الطفل من لبن الفحل الثانی تکملة العدد من دون ‏‎ ‎‏تخلّل رضاع امرأة اخری فی البین-بأن یتغذّی الولد فی هذه المدّة المتخلّلة ‏‎ ‎‏بالمأکول و المشروب-لم ینشر الحرمة.‏

‏         (مسألة 6): ما ذکرنا من الشروط شروط لناشریة الرضاع للحرمة،فلو انتفی ‏‎ ‎‏بعضها لا أثر له ولیس بناشر لها أصلاً،حتّی بین الفحل و المرتضعة،وکذا بین ‏‎ ‎‏المرتضع و المرضعة،فضلاً عن الاُصول و الفروع و الحواشی.وفی الرضاع شرط ‏‎ ‎‏آخر زائد علی ما مرّ مختصّ بنشر الحرمة بین المرتضعین وبین أحدهما وفروع ‏‎ ‎‏الآخر،وبعبارة اخری:شرط لتحقّق الاُخوّة الرضاعیة بین المرتضعین؛و هو ‏‎ ‎‏اتّحاد الفحل الذی ارتضع المرتضعان من لبنه،فلو ارتضع صبیّ من امرأة من لبن ‏‎ ‎‏شخص رضاعاً کاملاً،وارتضعت صبیّة من تلک المرأة من لبن شخص آخر ‏‎ ‎‏کذلک؛بأن طلّقها الأوّل وزوّجها الثانی وصارت ذات لبن منه فأرضعتها رضاعاً ‏‎ ‎‏کاملاً،لم تحرم الصبیّة علی ذلک الصبیّ،ولا فروع أحدهما علی الآخر،بخلاف ‏‎ ‎‏ما إذا کان الفحل وصاحب اللبن واحداً وتعدّدت المرضعة،کما إذا کانت لشخص ‏‎ ‎
‎[[page 419]]‎‏نسوة متعدّدة وأرضعت کلّ واحدة منهنّ من لبنه طفلاً رضاعاً کاملاً،فإنّه یحرم ‏‎ ‎‏بعضهم علی بعض وعلی فروعه؛لحصول الاُخوّة الرضاعیة بینهم.‏

‏         (مسألة 7): إذا تحقّق الرضاع الجامع للشرائط،صار الفحل و المرضعة أباً ‏‎ ‎‏واُمّاً للمرتضع،واُصولهما أجداداً وجدّات،وفروعهما إخوة وأولاد إخوة له،ومن ‏‎ ‎‏فی حاشیتهما وفی حاشیة اصولهما أعماماً أو عمّات وأخوالاً أو خالات له، ‏‎ ‎‏وصار هو-أعنی المرتضع-ابناً أو بنتاً لهما وفروعه أحفاداً لهما.و إذا تبیّن ذلک ‏‎ ‎‏فکلّ عنوان نسبی محرّم من العناوین السبعة المتقدّمة إذا تحقّق مثله فی الرضاع ‏‎ ‎‏یکون محرّماً،فالاُمّ الرضاعیة کالاُمّ النسبیة،والبنت الرضاعیة کالبنت النسبیة ‏‎ ‎‏وهکذا.فلو أرضعت امرأة من لبن فحل طفلاً حرمت المرضعة واُمّها واُمّ الفحل ‏‎ ‎‏علی المرتضع للاُمومة،والمرتضعة وبناتها وبنات المرتضع علی الفحل وعلی ‏‎ ‎‏أبیه وأبی المرضعة للبنتیة،وحرمت اخت الفحل واُخت المرضعة علی المرتضع ‏‎ ‎‏لکونهما عمّة وخالة له،والمرتضعة علی أخی الفحل وأخی المرضعة لکونها بنت ‏‎ ‎‏أخ أو بنت اخت لهما،وحرمت بنات الفحل علی المرتضع و المرتضعة علی أبنائه ‏‎ ‎‏-نسبیین کانوا أم رضاعیین-وکذا بنات المرضعة علی المرتضع و المرتضعة ‏‎ ‎‏علی أبنائها إذا کانوا نسبیین للاُخوّة.و أمّا أولاد المرضعة الرضاعیون ممّن ‏‎ ‎‏أرضعتهم بلبن فحل آخر غیر الفحل الذی ارتضع المرتضع بلبنه لم یحرموا علی ‏‎ ‎‏المرتضع؛لما مرّ من اشتراط اتّحاد الفحل فی نشر الحرمة بین المرتضعین.‏

‏         (مسألة 8): تکفی فی حصول العلاقة الرضاعیة المحرّمة دخالة الرضاع فیه ‏‎ ‎‏فی الجملة،فقد تحصل من دون دخالة غیره فیها،کعلاقة الاُبوّة والاُمومة ‏‎ ‎‏والابنیة و البنتیة الحاصلة بین الفحل و المرضعة وبین المرتضع،وکذا الحاصلة ‏
‎[[page 420]]‎‏بینه وبین اصولهما الرضاعیین،کما إذا کان لهما أب أو امّ من الرضاعة؛حیث ‏‎ ‎‏إنّهما جدّ وجدّة للمرتضع من جهة الرضاع محضاً و قد تحصل به مع دخالة ‏‎ ‎‏النسب فی حصولها،کعلاقة الاُخوّة الحاصلة بین المرتضع وأولاد الفحل ‏‎ ‎‏والمرضعة النسبیین،فإنّهم و إن کانوا منسوبین إلیهما بالولادة إلّاأنّ اخوّتهم ‏‎ ‎‏للمرتضع حصلت بسبب الرضاع،فهم إخوة أو أخوات له من الرضاعة.‏

‏توضیح ذلک:أنّ النسبة بین شخصین قد تحصل بعلاقة واحدة کالنسبة بین ‏‎ ‎‏الولد ووالده ووالدته،و قد تحصل بعلاقتین کالنسبة بین الأخوین فإنّها تحصل ‏‎ ‎‏بعلاقة کلّ منهما مع الأب أو الاُمّ أو کلیهما،وکالنسبة بین الشخص وجدّه الأدنی ‏‎ ‎‏فإنّها تحصل بعلاقة بینه وبین أبیه-مثلاً-وعلاقة بین أبیه وبین جدّه،و قد ‏‎ ‎‏تحصل بعلاقات ثلاث،کالنسبة بین الشخص وبین جدّه الثانی،وکالنسبة بینه ‏‎ ‎‏وبین عمّه الأدنی،فإنّه تحصل بعلاقة بینک وبین أبیک وبعلاقة کلّ من أبیک ‏‎ ‎‏وأخیه مع أبیهما-مثلاً-وهکذا تتصاعد وتتنازل النسب وتنشعب بقلّة ‏‎ ‎‏العلاقات وکثرتها،حتّی أنّه قد تتوقّف نسبته بین شخصین علی عشر علائق أو ‏‎ ‎‏أقلّ أو أکثر.و إذا تبیّن ذلک،فإن کانت تلک العلائق کلّها حاصلة بالولادة کانت ‏‎ ‎‏العلاقة نسبیة،و إن حصلت کلّها أو بعضها ولو واحدة من العشر بالرضاع کانت ‏‎ ‎‏العلاقة رضاعیة.‏

‏         (مسألة 9): لمّا کانت المصاهرة-التی هی أحد أسباب تحریم النکاح کما ‏‎ ‎‏یأتی-علاقة بین أحد الزوجین وبعض أقرباء الآخر،فهی تتوقّف علی أمرین: ‏

‏مزاوجة وقرابة،والرضاع إنّما یقوم مقام الثانی دون الأوّل،فمرضعة ولدک ‏‎ ‎‏لا تکون بمنزلة زوجتک حتّی تحرم امّها علیک لکنّ الاُمّ و البنت الرضاعیتین ‏‎ ‎‏لزوجتک تکونان کالاُمّ و البنت النسبیین لها فتحرمان علیک،وکذلک حلیلة ‏
‎[[page 421]]‎‏الابن الرضاعی کحلیلة الابن النسبی،وحلیلة الأب الرضاعی کحلیلة الأب ‏‎ ‎‏النسبی،تحرم الاُولی علی أبیه الرضاعی و الثانیة علی ابنه الرضاعی.‏

‏         (مسألة 10): قد تبیّن ممّا سبق:أنّ العلاقة الرضاعیة المحضة قد تحصل ‏‎ ‎‏برضاع واحد کالحاصلة بین المرتضع وبین المرضعة وصاحب اللبن،و قد ‏‎ ‎‏تحصل برضاعین کالحاصلة بین المرتضع وبین أبوی الفحل و المرضعة ‏‎ ‎‏الرضاعیین،و قد تحصل برضاعات متعدّدة،فإذا کان لصاحب اللبن-مثلاً-أب ‏‎ ‎‏من جهة الرضاع وکان لذلک الأب الرضاعی أیضاً أب من الرضاع وکان للأخیر ‏‎ ‎‏أیضاً أب من الرضاع وهکذا إلی عشرة آباء،کان الجمیع أجداداً رضاعیین ‏‎ ‎‏للمرتضع الأخیر وجمیع المرضعات جدّات له،فإن کانت انثی،حرمت علی ‏‎ ‎‏جمیع الأجداد،و إن کان ذکراً،حرمت علیه جمیع الجدّات،بل لو کانت للجدّ ‏‎ ‎‏الرضاعی الأعلی اخت رضاعیة،حرمت علی المرتضع الأخیر لکونها عمّته ‏‎ ‎‏العلیا من الرضاع،ولو کانت للمرضعة الأبعد التی هی الجدّة العلیا للمرتضع ‏‎ ‎‏اخت،حرمت علیه لکونها خالته العلیا من الرضاع.‏

‏         (مسألة 11): قد عرفت فیما سبق:أنّه یشترط فی حصول الاُخوّة الرضاعیة ‏‎ ‎‏بین المرتضعین اتّحاد الفحل،ویتفرّع علی ذلک مراعاة هذا الشرط فی العمومة ‏‎ ‎‏والخؤولة الحاصلتین بالرضاع أیضاً؛لأنّ العمّ و العمّة أخ واُخت للأب،والخال ‏‎ ‎‏والخالة أخ واُخت للاُمّ،فلو تراضع أبوک أو امّک مع صبیّة من امرأة فإن اتّحد ‏‎ ‎‏الفحل کانت الصبیّة عمّتک أو خالتک من الرضاعة بخلاف ما إذا لم یتّحد،فحیث ‏‎ ‎‏لم تحصل الاُخوّة الرضاعیة بین أبیک أو امّک مع الصبیّة لم تکن هی عمّتک أو ‏‎ ‎‏خالتک،فلم تحرم علیک.‏


‎[[page 422]]‎‏         (مسألة 12): لا یجوز أن ینکح أبو المرتضع فی أولاد صاحب اللبن ولادة ‏‎ ‎‏ورضاعاً ‏‎[7]‎‏،وکذا فی أولاد المرضعة نسباً لا رضاعاً،و أمّا أولاده الذین لم ‏‎ ‎‏یرتضعوا من هذا اللبن فیجوز نکاحهم فی أولاد صاحب اللبن وفی أولاد ‏‎ ‎‏المرضعة التی أرضعت أخاهم و إن کان الاحتیاط لا ینبغی ترکه.‏

‏         (مسألة 13): إذا أرضعت امرأة ابن شخص بلبن فحلها،ثمّ أرضعت بنت ‏‎ ‎‏شخص آخر من لبن ذلک الفحل،فتلک البنت و إن حرمت علی ذلک الابن لکن ‏‎ ‎‏تحلّ أخوات کلّ منهما لإخوة الآخر.‏

‏         (مسألة 14): الرضاع المحرّم کما یمنع من النکاح لو کان سابقاً،یبطله لو ‏‎ ‎‏حصل لاحقاً،فلو کانت له زوجة صغیرة فأرضعته بنته أو امّه أو اخته أو بنت ‏‎ ‎‏أخیه أو بنت اخته أو زوجة أخیه بلبنه رضاعاً کاملاً بطل نکاحها وحرمت علیه؛ ‏‎ ‎‏لصیرورتها بالرضاع بنتاً أو اختاً أو بنت أخ أو بنت اخت له،فحرمت علیه ‏‎ ‎‏لاحقاً،کما کانت تحرم علیه سابقاً.وکذا لو کانت له زوجتان صغیرة وکبیرة ‏‎ ‎‏فأرضعت الکبیرة الصغیرة حرمت علیه الکبیرة،لأنّها صارت امّ زوجته،وکذلک ‏‎ ‎‏الصغیرة إن کان رضاعها من لبنه،أو دخل ‏‎[8]‎‏بالکبیرة؛لکونها بنتاً له فی الأوّل ‏‎ ‎‏وبنت زوجته المدخول بها فی الثانی.‏

‏تنبیه ‏

‏إذا کان أخوان فی بیت واحد-مثلاً-وکانت زوجة کلّ منهما أجنبیّة عن ‏‎ ‎‏الآخر،وأرادا أن تصیر زوجة کلّ منهما من محارم الآخر حتّی یحلّ له النظر ‏


‎[[page 423]]‎‏إلیها یمکن لهما الاحتیال؛بأن یتزوّج کلّ منهما بصبیّة وترضع زوجة کلّ منهما ‏‎ ‎‏زوجة الآخر رضاعاً کاملاً،فصارت زوجة کلّ منهما امّاً لزوجة الآخر،فصارت ‏‎ ‎‏من محارمه وحلّ نظره إلیها،وبطل نکاح کلتا الصبیّتین؛لصیرورة کلّ منهما ‏‎ ‎‏بالرضاع بنت أخی زوجها.‏

‏         (مسألة 1): إذا أرضعت امرأة ولد بنتها،وبعبارة اخری:أرضعت الولد جدّته ‏‎ ‎‏من طرف الاُمّ،حرمت بنتها-اُمّ الولد-علی زوجها وبطل نکاحها؛سواء ‏‎ ‎‏أرضعته بلبن أبی البنت أو بلبن غیره؛وذلک لأنّ زوج البنت أب للمرتضع ‏‎ ‎‏وزوجته بنت للمرضعة جدّة الولد،و قد مرّ أنّه یحرم علی أبی المرتضع نکاح ‏‎ ‎‏أولاد المرضعة،فإذا منع منه سابقاً أبطله لاحقاً.وکذا إذا أرضعت زوجة أبی ‏‎ ‎‏البنت من لبنه ولد البنت،بطل نکاح البنت؛لما مرّ من أنّه یحرم نکاح أبی ‏‎ ‎‏المرتضع فی أولاد صاحب اللبن.و أمّا الجدّة من طرف الأب إذا أرضعت ولد ‏‎ ‎‏ابنها فلا یترتّب علیه شیء،کما أنّه لو کان رضاع الجدّة من طرف الاُمّ ولد بنتها ‏‎ ‎‏بعد وفاة بنتها أو طلاقها أو وفاة زوجها لم یترتّب ‏‎[9]‎‏علیه شیء،فلا مانع منه.‏

‏         (مسألة 2): لو زوّج ابنه الصغیر بابنة أخیه الصغیرة،ثمّ أرضعت جدّتهما ‏‎[10]‎‎ ‎‏من طرف الأب أو الاُمّ أحدهما انفسخ نکاحهما؛لأنّ المرتضع إن کان هو الذکر، ‏‎ ‎‏فإن أرضعته جدّته من طرف الأب صار عمّاً لزوجته،و إن أرضعته جدّته من ‏‎ ‎‏طرف الاُمّ صار خالاً لزوجته،و إن کان هو الاُنثی صارت هی عمّة لزوجها علی ‏‎ ‎‏الأوّل،وخالة له علی الثانی،فبطل النکاح علی أیّ حال. ‏


‎[[page 424]]‎‏         (مسألة 3): إذا حصل الرضاع الطارئ المبطل للنکاح،فإمّا أن یبطل نکاح ‏‎ ‎‏المرضعة بإرضاعها،کما فی إرضاع الزوجة الکبیرة لشخص زوجته الصغیرة ‏‎ ‎‏بالنسبة إلی نکاحها،و إمّا أن یبطل نکاح المرتضعة،کالمثال بالنسبة إلی نکاح ‏‎ ‎‏الصغیرة،و إمّا أن یبطل نکاح غیرهما،کما فی إرضاع الجدّة من طرف الاُمّ ولد ‏‎ ‎‏بنتها.والظاهر بقاء استحقاق الزوجة للمهر فی الجمیع إلّافی الصورة الاُولی ‏‎[11]‎‎ ‎‏فیما إذا کان الإرضاع وانفساخ العقد قبل الدخول،وهل تضمن المرضعة ما ‏‎ ‎‏یغرمه الزوج من المهر قبل الدخول فیما إذا کان إرضاعها مبطلاً لنکاح غیرها؟ ‏‎ ‎‏قولان،أقواهما العدم،والأحوط التصالح.‏

‏         (مسألة 4): قد سبق أنّ العناوین المحرّمة من جهة الولادة و النسب سبعة: ‏

‏الاُمّهات و البنات و الأخوات و العمّات و الخالات وبنات الأخ وبنات الاُخت.فإن ‏‎ ‎‏حصل بسبب الرضاع أحد هذه العناوین کان محرّماً کالحاصل بالولادة،و قد ‏‎ ‎‏عرفت فیما سبق کیفیة حصولها بالرضاع مفصّلاً.و أمّا لو لم یحصل بسببه أحد ‏‎ ‎‏تلک العناوین السبعة،لکن حصل عنوان خاصّ لو کان حاصلاً بالولادة لکان ‏‎ ‎‏ملازماً ومتّحداً مع أحد تلک العناوین السبعة-کما لو أرضعت امرأة ولد بنته ‏‎ ‎‏فصارت امّ ولد بنته واُمّ ولد البنت لیست من تلک السبع،لکن لو کانت امومة ولد ‏‎ ‎‏البنت بالولادة کانت بنتاً له و البنت من المحرّمات السبعة-فهل مثل هذا الرضاع ‏‎ ‎‏أیضاً محرّم،فتکون مرضعة ولد البنت کالبنت أم لا؟ الحقّ هو الثانی،وقیل ‏‎ ‎‏بالأوّل.و هذا هو الذی اشتهر فی الألسنة بعموم المنزلة الذی ذهب إلیه بعض ‏‎ ‎‏الأجلّة ولنذکر لذلک أمثلة: ‏


‎[[page 425]]‎‏         أحدها :زوجتک أرضعت بلبنک أخاها فصار ولدک،وزوجتک اخت له،فهل ‏‎ ‎‏تحرم علیک من جهة أنّ اخت ولدک إمّا بنتک أو ربیبتک وهما محرّمتان علیک ‏‎ ‎‏وزوجتک بمنزلتهما أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول:نعم،ومن قال بالعدم ‏‎ ‎‏یقول:لا.‏

‏         ثانیها :زوجتک أرضعت بلبنک ابن أخیها فصار ولدک و هی عمّته،وعمّة ‏‎ ‎‏ولدک حرام علیک؛لأنّها اختک،فهل تحرم من الرضاع أم لا؟ فمن قال بعموم ‏‎ ‎‏المنزلة یقول:نعم،ومن قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         ثالثها :زوجتک أرضعت عمّها أو عمّتها أو خالها أو خالتها،فصارت امّهم واُمّ ‏‎ ‎‏عمّ وعمّة زوجتک حرام علیک؛حیث إنّها جدّتها من الأب،وکذا امّ خال وخالة ‏‎ ‎‏زوجتک حرام علیک؛حیث إنّها جدّتها من الاُمّ،فهل تحرم علیک من جهة ‏‎ ‎‏الرضاع أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول:نعم،ومن قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         رابعها :زوجتک أرضعت بلبنک ولد عمّها أو ولد خالها،فصرت أبا ابن عمّها ‏‎ ‎‏أو أبا ابن خالها و هی تحرم علی أبی ابن عمّها وأبی ابن خالها؛لکونهما عمّها ‏‎ ‎‏وخالها،فهل تحرم علیک من جهة الرضاع أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول: ‏

‏نعم،ومن قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         خامسها :امرأة أرضعت أخاک أو اختک لأبویک،فصارت امّاً لهما،و هی ‏‎ ‎‏محرّمة فی النسب؛لأنّها امّ لک،فهل تحرم علیک من جهة الرضاع ویبطل نکاح ‏‎ ‎‏المرضعة إن کانت زوجتک أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول:نعم،ومن قال ‏‎ ‎‏بالعدم یقول:لا.‏

‏         سادسها :امرأة أرضعت ولد بنتک،فصارت امّاً له،فهل تحرم علیک لکونها ‏‎ ‎‏بمنزلة بنتک و إن کانت المرضعة زوجتک بطل نکاحها أم لا؟ فمن قال بعموم ‏
‎[[page 426]]‎‏المنزلة یقول:نعم،ومن قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         سابعها :امرأة أرضعت ولد اختک،فصارت امّاً له،فهل تحرم علیک من جهة ‏‎ ‎‏أنّ امّ ولد الاُخت حرام علیک؛لأنّها اختک،و إن کانت المرضعة زوجتک بطل ‏‎ ‎‏نکاحها أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول:نعم،ومن قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         ثامنها :امرأة أرضعت عمّک أو عمّتک أو خالک أو خالتک،فصارت امّهم،واُمّ ‏‎ ‎‏عمّک وعمّتک نسباً تحرم علیک؛لأنّها جدّتک من طرف أبیک،وکذا امّ خالک ‏‎ ‎‏وخالتک؛لأنّها جدّتک من طرف الاُمّ،فهل تحرم علیک بسبب الرضاع و إن کانت ‏‎ ‎‏المرضعة زوجتک بطل نکاحها أم لا؟ فمن قال بعموم المنزلة یقول:نعم،ومن ‏‎ ‎‏قال بالعدم یقول:لا.‏

‏         (مسألة 5): لو شکّ فی وقوع الرضاع أو فی حصول بعض شروطه من الکمّیة ‏‎ ‎‏أو الکیفیة بنی علی العدم،نعم یشکل فیما لو علم بوقوع الرضاع بشروطه، ‏‎ ‎‏ولم یعلم بوقوعه فی الحولین أو بعدهما،وعلم تأریخ الرضاع وجهل تأریخ ‏‎ ‎‏ولادة المرتضع،فحینئذٍ لا یترک الاحتیاط.‏

‏         (مسألة 6): لا تقبل الشهادة علی الرضاع إلّامفصّلة؛بأن یشهد الشهود علی ‏‎ ‎‏الارتضاع فی الحولین بالامتصاص من الثدی خمس عشرة رضعة متوالیات ‏‎ ‎‏-مثلاً-إلی آخر ما مرّ من الشروط.ولا یکفی ‏‎[12]‎‏الشهادة المطلقة و المجملة؛بأن ‏‎ ‎‏یشهد علی وقوع الرضاع المحرّم أو یشهد-مثلاً-علی أنّ فلان ولد فلانة،أو ‏‎ ‎‏فلانة بنت فلان من الرضاع،بل یسأل منه التفصیل.‏

‏         (مسألة 7): الأقوی أنّه تقبل شهادة النساء العادلات فی الرضاع مستقلّات؛ ‏‎ ‎
‎[[page 427]]‎‏بأن تشهد أربع نسوة علیه،ومنضمّات؛بأن تشهد به امرأتان مع رجل واحد.‏

‏         (مسألة 8): یستحبّ أن یختار لرضاع الأولاد،المسلمة العاقلة العفیفة ‏‎ ‎‏الوضیئة ذات الأوصاف الحسنة،فإنّ للّبن تأثیراً تامّاً فی المرتضع کما یشهد به ‏‎ ‎‏الاختبار ونطقت به الأخبار و الآثار،فعن الباقر علیه السلام:«قال رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم: ‏

‏لا تسترضعوا الحمقاء و العمشاء،فإنّ اللبن یعدی»،وعن أمیر المؤمنین علیه السلام: ‏

‏«لا تسترضعوا الحمقاء،فإنّ اللبن یغلب الطباع»،وعنه علیه السلام:«انظروا من ترضع ‏‎ ‎‏أولادکم فإنّ الولد یشبّ علیه»،إلی غیر ذلک من الأخبار المستفاد منها رجحان ‏‎ ‎‏اختیار ذوات الصفات الحمیدة خلقاً وخُلقاً ومرجوحیة اختیار أضدادهنّ ‏‎ ‎‏وکراهته،ولا سیّما الکافرة،و إن اضطرّ إلی استرضاعها فلیختر الیهودیة ‏‎ ‎‏والنصرانیة علی المشرکة و المجوسیة،ومع ذلک لا یسلّم الطفل إلیهنّ ولا یذهبن ‏‎ ‎‏بالولد إلی بیوتهنّ ویمنعها من شرب الخمر وأکل لحم الخنزیر.ومثل الکافرة أو ‏‎ ‎‏أشدّ کراهة استرضاع الزانیة باللبن الحاصل من الزنا و المرأة المتولّدة من زناً، ‏‎ ‎‏فعن الباقر علیه السلام:«لبن الیهودیة و النصرانیة و المجوسیة أحبّ إلیّ من ولد الزنا»، ‏‎ ‎‏وعن الکاظم علیه السلام سئل عن امرأة زنت هل یصلح أن تسترضع؟ قال:«لا یصلح ‏‎ ‎‏ولا لبن ابنتها التی ولدت من الزنا». ‏

‏ ‏

‏ ‏

‎[[page 428]]‎

  • -وما بحکمه،کسبق الماء إلی الفرج من غیر وطء.
  • -وما یلحق به،أو من دون وطء ولو مع النکاح،بل الظاهر اعتبار کون الدرّ بعد الولادة،فلو درّ من غیر ولادة ولو مع الحمل لم ینشر به الحرمة علی الأقوی.
  • -بل مع حدوثها إذا احتمل کونه للأوّل.
  • -لا یبعد کون الأثر هو الأصل و الباقیان أمارتان علیه،لکن لا یترک الاحتیاط لو فرض‌حصول أحدهما دونه.
  • -إن لم یخرج عن المتعارف.
  • -رضاعاً تامّاً کاملاً علی الأقوی،ومطلقاً علی الأحوط،نعم لا یقدح القلیل جدّاً.
  • -علی الأحوط.
  • -نعم ینفسخ عقدها و إن لم یکن الرضاع من لبنه ولم یدخل بالکبیرة و إن لم تحرم علیه.
  • -و إن یترتّب علیه حرمة نکاح المطلّقة واُختها،وکذا اخت المتوفّاة.
  • -وذلک فیما إذا تزوّج الأخوان الاُختین.
  • -محلّ تأمّل،فالأحوط التخلّص بالصلح،بل الأحوط ذلک فی جمیع الصور و إن کان‌الاستحقاق أقرب.
  • -إلّاإذا علم عرفانهما شرائط الرضاع وأ نّهما موافقان معه فی الرأی اجتهاداً أو تقلیداً.

انتهای پیام /*