المقصد الثالث فی الشروط

الوجه الثالث‏: العجز

کد : 160498 | تاریخ : 17/07/1395

الوجه الثالث : العجز

‏ ‏

‏الـشروط الـباطلـة شرعاً مورد الـتعجیز الاعتباریّ عرفاً ، وعجز‏‎ ‎‏الـشرط الـضمنیّ یستلزم الـعجز بالـنسبـة إلـیٰ مصبّ الـعقد ومحطّ‏‎ ‎‏الإنشاء .‏

‏أو یقال : یستلزم قصوراً فی الـتراضی الـمعتبر فی قوام الـمعاملـة ؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ انتفاء الـقید والـشرط ـ عرفاً کان أو شرعاً ـ یستـتبع انتفاء‏‎ ‎‏الـمقیّد عقلاً ؛ لـوجود الـربط ولو کان حرفیّاً بینهما ، کما مرِّ؛ لامتناع کون‏‎ ‎‏الـشرط أجنبیّاً علی الإطلاق حتّیٰ یعدّ کالـشرط الـبدویِّ؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏الـضمنیّـة إمّا تعتبر شرعاً ، أو ماهیّـة ، علیٰ خلاف بین الـسیّدین : الـفقیـه‏‎ ‎


‎[[page 239]]‎‏الـیزدیِّ ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏  ‏‏والـوالـد الـمحقّق‏‎[2]‎‏ ـ مدّظلّه ـ وعلیٰ کلّ تقدیر یکون دخیلاً‏‎ ‎‏بدخول الـتقیّد ، لا الـقید ، وتصیر الـنتیجـة فساد الـمشروط بفساد الـقید‏‎ ‎‏الـمذکور الـموجب لتضیّق الـتراضی ، ولا دلیل علیٰ أنّ الـشرع اعتبر لـزوم‏‎ ‎‏الـوفاء رغم أنفهما ، کما هو کذلک فی بعض الـمواقف .‏

أقول :‏ هذا الـتقریب بالـنسبـة إلـی الـبیوع الـشخصیّـة غیر تامِّ؛ لأنّ‏‎ ‎‏تعذّر الـشرط أهون من تعذّر الـوصف ، ولیس الـعجز عن تحویل‏‎ ‎‏الـموصوف موجباً لـبطلان الـعقد ؛ حسبما هو الـمعروف بینهم .‏

‏هذا ، ولا بأس بدعویٰ : أنّ الـشرع بعد اعتبار الـعجز بالـنسبـة إلـی‏‎ ‎‏الـشرط ، أوجب الـوفاء بالـعقد ؛ لأنّ ما هو الـشرط الـمقوّم هو الـتراضی ،‏‎ ‎‏وهو حاصل ، وانتفاء الـقید وإن کان یوجب انتفاء الـمقیّد ، إلاّ أنّ الـمتعاملین‏‎ ‎‏باقیان علیٰ تراضیهما بالـنسبـة إلـی الـعقد والـمقیّد ، والـشرع فکّک بین‏‎ ‎‏الـمقیّد والـقید .‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ إذا عدلا عن الـقید فلا بدّ أن یعدلا عن الـمقیّد ؛ لامتناع‏‎ ‎‏بقاء الإرادة والـرضا الـوحدانیّ الـمتشخّص بالـمقیّد والـتقیّد ، دون الـقید‏‎ ‎‏بذاتـه ، وأمّا إذا کانا باقیـین علیٰ تراضیهما الأوّلی ، فلا یلزم انتفاء الـمقیّد ؛‏‎ ‎‏لـعدم انتفاء الـقید تکویناً ، وما هو الـلازم هو الـتفکیک فی محیط الـشرع‏‎ ‎‏بإیجاب الـوفاء بالـعقد ، دون الـشرط ، بل وتحریمـه أحیاناً .‏

‏نعم ، فی موارد جهلهما بالـمسألـة ، وعدولهما عن الـشرط الـمحرّم‏‎ ‎


‎[[page 240]]‎‏والـفاسد ، لایلزم أیضاً بطلان الـعقد ؛ لأنّ انتفاء الـتراضی بعد الـعقد لا یضرّ‏‎ ‎‏بصحّتـه ؛ لـکثرة انتفائـه بانتفاء الـدواعی ، کما تریٰ .‏

فبالجملة :‏ الـعاقدان الـشارطان الـشرط الـممنوع ، إمّا غیر مبالـیـین،‏‎ ‎‏فهما باقیان علیٰ تراضیهما ، والـتفکیک من الـشرع ، فلا تجری قاعدة انتفاء‏‎ ‎‏الـمقیّد بانتفاء الـقید .‏

‏وإمّا مبالـیان عالـمان ، فلا یترشّح منهما الـجدّ بالـنسبـة إلـی الـعقد‏‎ ‎‏فی صورة دخالـة الـشرط ، وهذا دلیل یبطل بـه مقالـة الـسیّدین عفی‏‎ ‎‏عنهما .‏

‏وإمّـا مبالـیان جـاهلان حین الـعقد ، فلا یبطل الـعقد بعد علمهما‏‎ ‎‏ببطلان الـشرط ؛ لأنّ الـتراضی ینتفی ، والـقاعدة تجری ، إلاّ أنّـه لاتنفع ،‏‎ ‎‏فاغتنم جیّداً .‏

وممّا أسّسناه یظهر :‏ أنّـه ولو کان الـشرط بمعنی الـتقیـید ـ کما لا معنیٰ‏‎ ‎‏لـه إلاّ ذلک ؛ لـرجوع الالتزام فی الالتزام إلـی الـتقیـید ، ولا معنیٰ لـتعدّد‏‎ ‎‏الـمطلوب فی بابی الأوامر والـعبادات والـمعاملات ، نعم فی باب الإلزامات‏‎ ‎‏الـعقلیّـة یتصوّر ذلک ، وتفصیلـه فی محلّـه ، وبالـجملـة : ولو کان الـشرط‏‎ ‎‏بمعنی الـتقیـید ـ لایلـزم من فسـاد الـشرط اختلال الـرضا الـمعتبر فی‏‎ ‎‏صحّـة الـعقد .‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 241]]‎

  • )) حاشیة المکاسب، السیّد الیزدی 2: 105 ـ 106.
  • )) البیع، الإمام الخمینی قدس سره 5: 162.

انتهای پیام /*