کتاب الطهارة

توهّم دلالة السعة علی الشکل الاسطوانی

کد : 160809 | تاریخ : 22/09/1385

توهّم دلالة السعة علی الشکل الاسطوانی

‏ ‏

وقد یشکل:‏ بأنّ الـمتفاهم الـعرفیّ من قولـه : ‏«سعته»‏ هو الـشکل‏‎ ‎‏الـدوریّ‏‎[1]‎‏، فإنّـه الـمتعارف فی الـکرّ أوّلاً مع عدم ذکر من الـطول‏‎ ‎‏والـعرض، مع أنّـه لایکون جمیع الأطراف أشباراً ثلاثـة؛ لأنّ بین الـنقطتین‏‎ ‎‏الـذی هو قطر الـمربّع، أکثر من الأضلاع، فعندئذٍ لابدّ من کون سطح الـدائرة‏‎ ‎‏ثلاثـة أشبار ، وعمقها أربعـة.‏


‎[[page 312]]‎‏وإذا أردت معرفـة الـمجموع، فعلیک أوّلاً معرفـة مساحـة سطح‏‎ ‎‏الـدائرة، ثمّ الـضرب فی الـعمق، وتلک الـمساحـة تحصل من ضرب الـشعاع ـ‏‎ ‎‏وهو نصف الـقطر ـ فی نفسـه، ثمّ ضرب الـحاصل فی الـعدد «پی»، وهو‏‎ ‎‏14 / 3، فإذا حصل منـه 065 / 7 فاضربـه فی الأربعـة أشبار، فیحصل منـه‏‎ ‎‏الـثمانیـة والـعشرون شبراً وستّـة وعشرون فی الـمائـة؛ أی 26 / 28، فلا تدلّ‏‎ ‎‏الـروایـة علیٰ ماهو الـمعروف منها.‏

‏وأمّا توهّم دلالتها علیٰ أنّـه الـسبعـة والـعشرون تسامحاً‏‎[2]‎‏، فهو فاسد؛ لعدم‏‎ ‎‏الـمعنی للتسامح فی الـتحدیدات إلاّ علی الـوجـه الـذی ذکرناه، فعلیٰ هذا‏‎ ‎‏تکون الـروایـة ظاهرة فیغیر ما ذهب إلـیـه الاُمّـة، ومفادها أمر وراء ما‏‎ ‎‏اختاره الأصحاب إلاّ من شذّ.‏

‏ ‏

إبطال التوهّم السابق

‏ ‏

‏وفی کون الـظاهر منـه الـشکل الـدوریّ إشکال، بل منع؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏الـعرف لایجد خصوصیّـة للشکل، بل یجد أنّ هذه الـروایـة وأمثالـها فی‏‎ ‎‏جمیع الـمقامات، ظاهرة فی إفادة الـمقدار الـذی یتسع بـه هذه الـمساحـة،‏‎ ‎‏سواء کانت دوریّـة أو مکعّبـة، واختیار الـدور ـ لـکون بعض الـظروف‏‎ ‎‏دوریّاً ـ غیر صحیح؛ للزوم توهّم خصوصیّـة من بین الأشکال، فالـمراد إفادة‏‎ ‎‏الـمقدار الـمذکور، وسواء فیـه جمیع الأشکال، ولا نظر إلـی الـشکل‏‎ ‎‏الـخاصّ.‏

‎ ‎

‎[[page 313]]‎

  • )) التنقیح فی شرح العروة الوثقیٰ 1 : 199 .
  • )) التنقیح فی شرح العروة الوثقیٰ 1 : 201 .

انتهای پیام /*