المبحث التاسع فی الماء المستعمل فی الأحداث والأخباث

فصل هل یجوز رفع الحدث والخبث بالغسالة بناء علی طهارتها؟

کد : 160966 | تاریخ : 05/02/1385

فصل

‏ ‏

هل یجوز رفع الحدث والخبث بالغسالة بناء علی طهارتها؟

‏ ‏

‏بناءً علیٰ نجاسـة الـغسالـة، فلاریب فی سقوط أحکامها؛ من رافعیّتها‏‎ ‎‏للحدث والـخبث.‏

‏وأمّا علی الـقول بطهارتها کما هو الأقرب، فهل هی کغسالـة الاستنجاء‏‎ ‎‏علی الـقول بطهارتها، أم هی تختصّ بدلیل؟‏

‏الـظاهر هو الأوّل، فتأتی الـوجوه الـمزبورة والأدلّـة الـمذکورة هنا من‏‎ ‎‏غیر فرق.‏

نعم، قد یتوهّم:‏ أنّ الإجماعات الـمحکیّـة عن أساطین الـفقهاء ـ علیٰ‏‎ ‎


‎[[page 137]]‎‏عدم رافعیّتها للحدث ـ مصبّها هذا الـماء، فهو الـقدر الـمتیقّن الـذی لابدّ من‏‎ ‎‏الالتزام بـه.‏

وأنت خبیر:‏ بأنّ هذا الـتقریب یستلزم وهن الإجماعات الـمنقولـة؛‏‎ ‎‏لاحتمال کون ذلک من صغریات الإجماعات علیٰ عدم مطهّریـة الـمنجّس،‏‎ ‎‏ولا یکون مخصوصـاً بهـذه الـمسألـة، وهـذا الاحتمـال قویّ جدّاً، فلایقتضی‏‎ ‎‏شیء منها.‏

‏ومن الـعجب، توهّم بعض الـمعاصرین کفایـة روایـة عبداللّٰـه بن سِنان‏‎ ‎‏الـماضیـة عنها‏‎[1]‎‏؛ لـدلالتها علیٰ ممنوعیّـة الاستعمال فی الـحدث ـ سواء‏‎ ‎‏کانت طاهرة أو نجسـة ـ بإلـغاء خصوصیّـة الـوضوء‏‎[2]‎‏!!‏

وأنت خبیر:‏ بأنّها ـ مضافاً إلـیٰ ضعف سندها بأحمد بن هلال‏‎[3]‎‏، وعدم‏‎ ‎‏انجبارها بالـشهرة الـعملیّـة ـ غیر تامّـة دلالـة؛ ضرورة أنّ ذیلها : ‏«وأمّا الماء‎ ‎الذی یتوضّأ الرجل به، فیغسل وجهه ویده فی شیء نظیف، فلابأس أن یأخذه‎ ‎غیره ویتوضّأ به»‏ قرینـة علی أنّ الـنظر إلـی اعتبار الـنظافـة الـعرفیّـة فی‏‎ ‎‏ماء الـوضوء، من دون الـنظر إلـی الاستعمال فی الـخبث أو الـحدث.‏

‏مع أنّ الـمفروض فی صدره أنّـه قال: ‏«لابأس بأن یتوضّأ بالماء‎ ‎المستعمل».


‎[[page 138]]‎‏وقال: ‏«الماء الذی یغسل به الثوب أو یغتسل به الرجل من الجنابة،‎ ‎لایجوز أن یتوضّأ منه وأشباهه»‏ فإنّـه لـیس ظاهراً فی الـثوب الـمفروض‏‎ ‎‏نجاستـه، ولا فی مفروضیّـة نجاسـة الـبدن.‏

‏مع أنّ کلمـة: ‏«أشباهه»‏ ظاهرة فی رجوع الـضمیر إلـی ‏«الماء»‏ أی‏‎ ‎‏أشباهـه فی الـکثافـة الـعرفیّـة، فتسقط الـروایـة عن الاستدلال الـمقصود‏‎ ‎‏فی هذه الـمواقف جدّاً.‏

‏نعم، هی شاهدة علیٰ ما أبدعناه: من قصور أدلّـة مطهّریـة الـمیاه عن‏‎ ‎‏إثبات طهوریّـة هذه الـمیاه؛ بعد کون الـموضوعات عرفیّـة.‏

‏مع أنّ دعویٰ الانصراف الـتی سمعت من الـوالـد الـمحقّق قریبـة‏‎[4]‎‏،‏‎ ‎‏فلاینبغی توهّم الـملازمـة بین الـطهارة الـشرعیّـة والـطهوریـة الـعرفیّـة،‏‎ ‎‏ولایصحّ نسبـة هذا إلـی الـشریعـة الـمقدّسـة الـمنزّهـة عن جمیع الأوساخ‏‎ ‎‏والأنجاس، الـظاهریّـة والـباطنیّـة.‏

‎ ‎

‎[[page 139]]‎

  • )) مستمسک العروة الوثقیٰ 1 : 220 و 228 .
  • )) تهذیب الأحکام 1: 221/630، وسائل الشیعة 1: 215، کتاب الطهارة، أبواب الماء المضاف، الباب 9، الحدیث13.
  • )) أحمد بن هلال العبرتائی، کان غالیاً، متهماً فی دینه، وقد رویٰ أکثر اُصول أصحابنا.     لاحظ رجال النجاشی : 83 / 199 ، الفهرست ، الشیخ الطوسی : 36 / 97 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 136 .

انتهای پیام /*