المبحث الثانی عشر فی الماء المشتبه من حیث الحرمة والإباحة

تذنیب: وفیه عودة إلیٰ حکم المسألتین: الاُولی والثانیة

کد : 161041 | تاریخ : 20/11/1385

تذنیب: وفیه عودة إلیٰ حکم المسألتین: الاُولی والثانیة

‏ ‏

قد عرفت:‏ أنّ مصبّ الـبحث حول الـفروض الـتی لاتکون الاُصول‏‎ ‎
‎[[page 251]]‎‏الـشرعیّـة ولا الـطرق الـعقلائیّـة، مقتضیةً للمنع أو الـجواز، فما تریٰ فی‏‎ ‎‏الـمقام من فرض الـحالـة الـسابقـة، وتصویر الـصور، خارج عن محطّ‏‎ ‎‏الـکلام.‏

‏وبناءً علیٰ ما عرفت منّا فی الـمسألـة الـثالـثـة، یظهر وجـه الـمنع فی‏‎ ‎‏الـمسألتین: الاُولیٰ، والـثانیـة أیضاً؛ فإنّ الـطریقـة الـثابتـة من الـعرف‏‎ ‎‏والـشرع، قائمـة علیٰ لـزوم إحراز الـسبب الـمحلّل والـمرخّص؛ حتّیٰ فیما‏‎ ‎‏إذا شکّ فی أنّـه لـه مالـک أم لا، وکان الـشکّ عقلائیّاً ذا منشأ عقلائیّ،‏‎ ‎‏ولایکفی للمنع مجرّد الـشکّ الـفرضیّ والـتخیّلی، فلیتدبّر.‏

‏ولعمری، إنّ الـدلیل الـوحید ذلک . ولعلّ الـکتاب والـسنّـة أیضاً لـو‏‎ ‎‏کان فیهما مایدلّ علی الـمنع، ناظر إلـیٰ تلک الـطریقـة.‏

إن قلت:‏ قضیّـة معتبر مَسعدة بن صدقـة‏‎[1]‎‏، هو الـرجوع إلـی الإباحـة‏‎ ‎‏فی الـشبهات الـمهتمّ بها؛ لـما فیها من فرض الـشبهـة فی الـعِرض والـمال،‏‎ ‎‏ومع ذلک رخّص الارتکاب عند الـشکّ والـشبهـة، ومجرّد کون الـمفروض‏‎ ‎‏مثالاً فیها موردَ الأمارة والأصل الـعقلائیّ والـشرعیّ، لایورث ضرراً فی أنّ‏‎ ‎‏الـمستفاد منها جریان أدلّـة الإباحـة والـحلّ فی الـشبهات الـمهتمّ بها، کما‏‎ ‎‏لایخفیٰ.‏

قلت:‏ ـ مع الـغضّ عمّا فی الـسند‏‎[2]‎‏ ـ إنّ إلـغاء الـخصوصیّـة من‏‎ ‎
‎[[page 252]]‎‏الأمثلـة صحیح إذا اُرید الـتجاوز منها إلـیٰ أمثالـها، وأمّا إذا اُرید الـتجاوز منها‏‎ ‎‏إلـیٰ غیر ما علیـه الأمثلـة من الـجهـة الـمشترکـة، فهو ممنوع؛ وذلک لأنّ‏‎ ‎‏الـمفروض فیها أنّـه لایُعتنیٰ باحتمال الـحرمـة الـجائی من قبل احتمال بطلان‏‎ ‎‏الـعقد؛ لأنّ احتمال رضاعـة الـمعقود علیها أو اُختیّتها وهکذا فی غیره ملغی.‏

‏وأمّا استفادة جواز عدم الاعتناء باحتمال بنتیّـة أو اُمّیـة أو اُختیّـة من‏‎ ‎‏فی الـبیت؛ لـوجود الـظلمـة، فهو ممنوع جدّاً، ولا أظنّ الـتزام أحد بذلک، وإن‏‎ ‎‏کان قضیّـة عموم الـحلّ فی صدرها وذیلها، هی الإباحـة مطلقاً عند الـشبهـة،‏‎ ‎‏ولکن الـنظر فیها إلـیٰ ذلک قطعاً.‏

‏فإذا اُحرزت زوجیّـة زوجـة بالاُصول الـعقلائیّـة ، ثمّ احتمل أحد‏‎ ‎‏الـموجبات للحرمـة، أو احتمل حین إرادة الـتزویج، ذلک مجرّد الاحتمال غیر‏‎ ‎‏الـعقلائیّ، فلایبعد جواز الإقدام، وأمّا مع الاحتمال الـعقلائیّ ومع الـشکّ فی‏‎ ‎‏الـزوجیّـة فلا. وعلیـه یقاس الـشکّ فی الـنفوس والأموال فلا دلالـة لـها علی‏‎ ‎‏الـتوهّم الـمزبور جدّاً.‏

‏مع أنّ الالتزام بمفادها غیر ممکن؛ للزوم جواز الـبدار إلـی وط ء الـمرأة‏‎ ‎‏الـمردّدة بین کونها زوجـه، أو اُمّـه واُختـه وخالـتـه وغیرهنّ من الـمحارم.‏‎ ‎‏بل قضیّـة عمومها جواز الـبدار إلـیٰ قتل من شکّ فی مهدوریّـة دمـه، مع عدم‏‎ ‎‏الـحالـة الـسابقـة لـحرمتـه، وهو أیضاً غیر قابل للتصدیق، فلاتغفل.‏

‎ ‎

‎[[page 253]]‎

  • )) الکافی 5: 313 / 40، وسائل الشیعة 17: 89 ، کتاب التجارة، أبواب مایکتسب به، الباب4، الحدیث 4.
  • )) لاحظ تحریرات فی الاُصول 7 : 27 .

انتهای پیام /*