ثانیها: فی تبعیة البیضة لما اُخذت منه فی النجاسة

‏‏ثانیها: فی تبعیة البیضة لما اُخذت منه فی النجاسة‏

‏‏ ‏

‏‏أنّها فی الأعیان الـنجسـة تکون تابعـة أم لا.‏

‏‏حسب الـفهم الـعرفیّ أنّها تابعـة، فلو فرضنا دلالـة دلیل علیٰ نجاسـة‏‎ ‎‏الـجلال من الـطیر، أو نجاسـة طیر بعنوانـه الـذاتیّ، فلا یسأل عن الأجزاء‏‎ ‎‏الـوجودیّـة الـمتعلّقـة بـه، وإلاّ فکلّ جزء منـه یمکن دعویٰ طهارتـه، من غیر‏‎ ‎‏فرق بین الأجزاء الـمتّصلـة والـمنفصلـة، ومن غیر الـحاجـة إلـی الـدلیل‏‎ ‎
‏‎[[page 414]]‎‏الـخاصّ فی إلـحاق الأجزاء.‏

‏‏وهذا یعلم فی جانب الـطهارة، مثلاً إذا حکم الـشرع بطهارة الـدجاج،‏‎ ‎‏فلا یبقیٰ شکّ فی طهارة الـبیضـة منـه؛ لأنّها من توابعـه، کما فی سائر‏‎ ‎‏الـمسائل والـموضوعات.‏

‏‏ولعمری، إنّ الـبیضـة من الـدجاج کالـبیضـة من الإنسان؛ فی أنّها‏‎ ‎‏خارجـة ومنفصلـة، ولکن لایبقیٰ شکّ فی نجاستها إذا کان الـمیّت نجساً،‏‎ ‎‏فعلیـه فمقتضی الـقاعدة نجاستها الـعینیّـة إذا کانت الـمیتـة نجسـة؛ لأنّها‏‎ ‎‏کسائر أجزائها، وإلاّ فکثیر من الأجزاء الـداخلـة فی الـباطن طاهرة؛ لأجل‏‎ ‎‏انفصالـها عن الـبدن، فمجرّد الانفصال الـوجودیّ غیر کافٍ لـتوهم الـطهارة.‏

‏‏وممّا یشهد لـذلک ما فی روایـة أبی حمزة الـثمالـیّ؛ من شهادة قتادة‏‎ ‎‏علیٰ أنّها من الـمیتـة حسب الـفهم الـعرفیّ، الـمرویّـة فی الـباب الـتاسع من‏‎ ‎‏«جامع الأحادیث»‏‎[1]‎‏.‏

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎[[page 415]]‎