المسألة الرابعة
حول کلمة «أزواج»
أزواج جمع زوج، وهو الـبَعل، والـزوجـة أیضاً، وکلّ واحد معـه آخر
[[page 9]]من جنسـه. وقال ابن الأنباری: والـعامّـة تُخطئ فتظنّ أنّ الـزوج اثنان، ولیس ذلک من مذهب الـعرب إذْ کانوا لا یتکلّمون بالـزوج مُوحِّداً فی مثل قولهم: زوج حمام، وإنّما یقولون: زوجان من حمام وزوجان من خفاف، ولا یقولون للواحد من الـطیر زوج، بل للذکر فرد، وللاُنثیٰ فردة. انتهیٰ.
وفی الـراغب: الـزوجـة لغـة ردیئـة وجمعها زوجات. انتهیٰ. وربّما تُفتح الـواو تبعاً للأصل.
ویؤیّد ما قال ابن الأنباری: «قُلْنَا احْمِلْ فِیهَا مِنْ کُلٍ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ» فَإنّ احتمال کون الـمقصود ثمانیـة أشخاص من الـذکر والاُنثیٰ غیر صحیح. فما اشتهر: أنّ الـزوجیـّة من صفات الأعداد الـقابلـة للقسمـة إلـیٰ الـمتساویـین، قبال الـفردیـّة؛ غیر سدید. فالـزوج یُطلق علی الـواحد حین الاقتران بقرینـة الـتجانس واقعاً أو جعلاً.
وعلیٰ هذا یُطلق الـزوج علی الـذّکر والاُنثیٰ، وعلیٰ ذوی الـعقول وغیرها، ومنـه «وَأَنْبَتَتْ مِنْ کُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ».
[[page 10]]