سورة البقرة

المسألة الخامسة عشرة : حول کلمة «یوصَل»

الآیات الخامسة و العشرون والسادسة و العشرون و السابعة و العشرون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161358 | تاریخ : 11/12/1385

المسألة الخامسة عشرة

‏ ‏

حول کلمة «یوصَل»

‏ ‏

‏وصل ـ من باب ضرب ـ وَصْلاً وصِلَةً وصُلَةً: لَأَمـه وجَمَعـه، ضد فصل،‏‎ ‎‏وَصَل رَحِمَـه: أحسن إلـیٰ الأقربین من ذوی الـنسب والأصهار، وعطف علیهم،‏‎ ‎‏ورفق بهم، وراعیٰ أحوالـهم، وکذلک إن بَعُدوا أو أساؤوا. انتهیٰ ما فی‏‎ ‎‏«الأقرب»‏‎[1]‎‏.‏

‏وفی «الـمفردات»: الاتّصال: اتّحاد الأشیاء بعضها ببعض، ویستعمل‏‎ ‎‏الـوصل فی الأعیان والـمعانی، قال اللّٰه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَ یَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ‎ ‎یُوصَلَ‏»‏‏، فقولـه: ‏‏«‏إِلاَّ الَّذینَ یَصِلُونَ إِلَیٰ قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِیثَاقٌ‏»‏‎[2]‎‏ أی‏‎ ‎
‎[[page 21]]‎‏ینسبون‏‎[3]‎‏. انتهیٰ.‏

أقول:‏ الـوصل ضدّ الـفصل، فلامعنیٰ لتفسیره بالإحسان إلاّ إذا اُرید منـه‏‎ ‎‏نفس الـوصل فإنّـه إحسان، والـوصل بین الأرحام والـمصاهرات موجود باقٍ،‏‎ ‎‏فلا معنیٰ للأمر بـه بعد کونـه متحقّقاً. فعلیـه، إذا أمر بـه، فیرجع إلـیٰ لزوم‏‎ ‎‏إدامـة الـوصل، أو یرجع إلـیٰ الـنهی، کما یأتی فی محالّـه. فالوصل بالمعنیٰ‏‎ ‎‏الـذی فی «الأقرب» غیر تامّ، ویکون الـمراد منـه ما بین الأرحام حاصل،‏‎ ‎‏فالـوصل حیث هو ضدّ الـفصل، فهو غیر صلـة الأرحام، فإنّـه أحد مصادیق‏‎ ‎‏الـوصل، ولیس هو معنیٰ اللغـة، بل هو من مواردها. فإذا لم یکن بین‏‎ ‎‏الـمؤمنین صلـة، یکون فصلاً، والـوصل رفع هذا الـفصل. وسیمرّ علیک أنّ‏‎ ‎‏الـفصل لیس ضدّاً اصطلاحاً، بل ولاعدم ملکـة. بل الـفصل عدم الـوصل علیٰ‏‎ ‎‏نعت الـسلب الـمحصّل. هکذا حرّرناه فی «قواعدنا الـحکمیـة».‏

‎ ‎

‎[[page 22]]‎

  • )) أقرب الموارد 2 : 1458.
  • )) النساء (4) : 90.
  • )) راجع المفردات فی غریب القرآن : 525.

انتهای پیام /*