سورة البقرة

المسألة الثانیة : أقسام الناس من حیث الإیمان

الآیات الخامسة و العشرون والسادسة و العشرون و السابعة و العشرون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161384 | تاریخ : 15/11/1385

المسألة الثانیة

‏ ‏

أقسام الناس من حیث الإیمان

‏ ‏

‏خلاف فی أنّ الـناس صنفان: مؤمن وکافر، أم هم أصناف، ومنهم من‏‎ ‎‏لایکون منهما کالـمستضعفین.‏

‏وهذه الآیـة ظاهرة فی الأوّل، فإنّ قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏فَأَمَّا الـَّذِینَ آمَنُوا‏»‏
‎[[page 62]]‎‏ناظر فی الـتقسیم الـمستوعب، فالـکافر لیس الـمعاندَ للحقّ والـمعتقدَ‏‎ ‎‏بالـباطل بل الکافر هو المحجوب عن الحقّ؛ سواء کان مذعناً بالأباطیل‏‎ ‎‏والأنداد والأضداد، أم کان ساکتاً غیر فاهم للحقّ، فلو ورد فی الـشریعـة حکم‏‎ ‎‏علیٰ عنوان الـکافر، فیشمل کلّ من لایعترف بالاُصول الـمعروفـة؛ سواء کان‏‎ ‎‏معذوراً بحسب موازین الـعقاب، أم لم یکن معذوراً؛ مثلاً: إذا ورد فی الـشرع:‏‎ ‎‏«لا ربا بین الـکافر والـمسلم» فالـکافر أعمّ وهو خلاف الـمسلم من أیّـة‏‎ ‎‏فرقـة کانت ... وهکذا.‏

‏وممّا یشهد علیٰ ذلک: أنّ قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏فَأَمَّا الـَّذِینَ کَفَرُوا‏»‏‏ سواء‏‎ ‎‏کانوا من الـمعاندین الـمعتقدین بضدّ الإسلام، أم کانوا من الـمستضعفین، یصحّ‏‎ ‎‏لهم أن یقولوا: ‏‏«‏مَاذَا أَرَادَ اللّٰهُ بِهَذَا مَثَلاً‏»‏‏، فالـشاکّ الـمرتاب والـمعتقد‏‎ ‎‏بالـباطل علیٰ حدّ سواء فی هذا الـشرع.‏

‏ومن الـضروری أنّ قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏فَیَقُولُونَ‏»‏‏ حکایـة عن شأنهم‏‎ ‎‏وحالـهم، ولایلزم أن تکون حکایـة عن أمر خارجی واقع.‏

‎ ‎

‎[[page 63]]‎

انتهای پیام /*