سورة البقرة

البحث الثامن : اجتماع العالم فی عالم الدهر

الآیات الخامسة و العشرون والسادسة و العشرون و السابعة و العشرون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161404 | تاریخ : 25/10/1385

البحث الثامن

‏ ‏

اجتماع العالم فی عالم الدهر

‏ ‏

من الـتحریرات الـفلسفیـة:‏ أنّ الأشیاء الـمتکثّرة فی هذا الـعمود من‏
‎[[page 86]]‎‏الـزمان مجتمعات فی وعاء الـدهر، وأنّ تلک الـکثرات الـکائنـة اللاحقـة، لها‏‎ ‎‏الـوحدة الـسابقـة الـجامعـة، ولها الـکینونـة الـجمعیـة؛ حتّیٰ قیل:‏‎ ‎‏الـمتفرقات فی عالـم الـزمان مجتمعات فی عالـم الـدهر، والـمتفرّقات فی‏‎ ‎‏عالـم الـدهر مجتمعات فی عالـم الـسرمد‏‎[1]‎‏، وقد فصّلنا الـقول حولـه فی‏‎ ‎‏«قواعدنا الـحکمیـة».‏

‏إلاّ أنّ هناک ربّما یتوهّم دلالـة الآیـة الـشریفـة علیٰ تلک الـمسألـة‏‎ ‎‏وعلیٰ عالَم الـذرّ الـمشار إلـیـه فی قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِنْ بَنِی آدَمَ‎ ‎مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ‏»‏‎[2]‎‏، وأنّـه هو الـمعنیٰ الـمقصود من قولـه تعالـیٰ:‏‎ ‎‏«‏اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِیثَاقِهِ‏»‏‏مع أنَّ الآیـة ظاهرة فی ارتباطها‏‎ ‎‏بالآیات الـسابقـة، وأنّ الـکافرین بعد معرفـة الأدلّـة الـکافیـة علیٰ الـتوحید‏‎ ‎‏والـرسالـة، هم الـفاسقون الـذین ینقضون عهد اللّٰه؛ من بعد وضوحـه وتأکّده‏‎ ‎‏وتوثیقـه بتلک الأدلّـة، فلایؤمنون، وینصرفون إلـی أباطیلهم، ویقطعون ما‏‎ ‎‏أمراللّٰه بـه أن یوصل، وهی الـوحدة الإسلامیـة واللحوق بالـمسلمین،‏‎ ‎‏ویفسدون فی الأرض زائداً علیٰ ذلک الأمر.‏

فبالجملة:‏ الاستدلال الـمزبور فی غیر محلّـه.‏

‎ ‎

‎[[page 87]]‎

  • )) اُنظر شرح المنظومة (قسم الحکمة) : 87 ـ 89 .
  • )) الأعراف (7) : 172 .

انتهای پیام /*