سورة البقرة

المسألة السادسة : حول تعدّد الإرادة من الله‌ تعالیٰ

الآیتان الثامنة و العشرون والتاسعة و العشرون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161455 | تاریخ : 04/09/1385

المسألة السادسة

‏ ‏

حول تعدّد الإرادة من الله تعالیٰ

‏ ‏

‏من الـمسائل الـخلافیـة بین أصحاب الـتحقیق وأرباب الـقشر‏‎ ‎‏والـظواهر، حدیث تعدّد الإرادة الإلهیـة الـفعلیـة بعد إنکار هم الإرادة‏‎ ‎‏الـذاتیـة، نعوذن باللّٰه من الـکفر والإلحاد ومن الـشرک والإفساد، فکیف‏‎ ‎


‎[[page 169]]‎‏یرتضون وجود صفـة کمالـیـة لأصل الـوجود لأنفسهم دون اللّٰه تبارک‏‎ ‎‏وتعالـیٰ مع ظهور الآیات من نسبـة الإرادة إلـیـه تعالـیٰ؟! وأمّا الآیات‏‎ ‎‏الـموهمـة لتعدّدها، فمنها قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏ثُمَّ اسْتَوَیٰ إلَی السَّمَاءِ‏»‏‏بعد قولـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ: ‏‏«‏خَلَقَ لَکُمْ‏»‏‏، ولا معنیٰ لذلک إلاّ بتعدّد الإرادتین، فتکون الإرادة من‏‎ ‎‏صفات الـفعل عندهم؛ غافلین عن أنّ الإرادة الـتی من الـصفـة تحتاج فی‏‎ ‎‏تحقّقها إلـیٰ الإرادة، فیلزم الـتسلسل، وعند ذلک نقول: إنّ تعدّد الأفعال أو‏‎ ‎‏تعاقب الاُمور الـکثیرة لایلزم منـه تعدّد الإرادة؛ لإمکان تعلّقها من الأوّل‏‎ ‎‏بالـشیئین الـمتعاقبین، مع کون الـمراد أیضاً واحداً، والـتعاقب فی لوازم ذلک‏‎ ‎‏الـمراد بالـذات، وتفصیلـه فی محلّـه.‏

‏وعلی هذا یتعدّد الـنسب بین صاحب الإرادة وبین تلک‏‎ ‎‏اللـوازم والـحدود والـعناوین، وهی الـخلق والاستواء، أو خلق الأب ثمّ الابن،‏‎ ‎‏فتعالـیٰ اللّٰه عمّا یقول الـظالـمون عُلُوّاً کبیراً، وقد قال اللّٰه تعالـیٰ: ‏‏«‏یَفْعَلُ‎ ‎اللّٰهُ مَا یَشَاءُ‏»‏‎[1]‎‏ فکیف یکون الـمشیئـة صفـة الـفعل، نعم الـمشیئـة فیـه‏‎ ‎‏لمکان کونها عن الـعلم الـمطلق والـقدرة الـمطلقـه، تکون أزلیـة واقعـة علیٰ‏‎ ‎‏الـمصالـح الـکلّیـة، ویکون الـمراد شیئاً واحداً کلّیّاً سِعیّاً لامفهومیّاً، وهذا‏‎ ‎‏الـبرهان أبدعناه ونوّرنا اللّٰه بـه علیٰ أصالـة الـوجود وإلاّ فلیزم تعدّد الإرادة‏‎ ‎‏الـفاعلیـة لتعدّد الـماهیّات و تباینها الـذاتی، فافهم واغتنم.‏

‎ ‎

‎[[page 170]]‎

  • )) إبراهیم (14) : 27 .

انتهای پیام /*