سورة البقرة

المسألة السادسة : حول کلمة «سبّح»

الآیة الثلاثون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161479 | تاریخ : 10/08/1385

المسألة السادسة

‏ ‏

حول کلمة «سبّح»

‏ ‏

‏«سبَّح»: صلّیٰ وقال: سبحان الله ، وسبّح الله نزّهـه، وقد یعدّیٰ باللام،‏‎ ‎‏ومنـه قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏سَبَّحَ لِلّٰهِ‏»‏‎[1]‎‏ وقد تعارف ذلک کثیراً إلاّ أنّ الأظهر أنّـه‏‎ ‎‏لیس الـلاّم هنا للتعدیـة؛ أی لیس کلمـة «لله » مفعولاً بـه حتّیٰ یتعدّیٰ بالـلام،‏‎ ‎‏أو یقال: هی زائدة للتأکید.‏

‏بل اللام لام إخلاص؛ أی سبّح ما فی الـسماواتِ الله َ تعالـیٰ خالـصاً لـه‏‎ ‎‏وإخلاصاً لـه، ویکون الـمفعول بـه محذوفاً للقرینـة، أو لعدم إرادة الإفهام هنا،‏‎ ‎‏بل الـنظر إلـیٰ أنّ کیفیـة تسبیحهم کانت هکذا، فما فی «أقرب الـموارد»‏‎[2]‎‎ ‎‏وبعض کتب اللغـة الاُخر سهو واشتباه.‏

‏ثمّ إنّـه تعارف فی خصوص هذه الـکلمـة ذکر الـباء عقیبها، نحو قولـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ: ‏‏«‏وسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏»‏‎[3]‎‏، وهذا کثیر الـتکرّر فی الـقرآن والأدعیـة‏‎ ‎‏جدّاً، ولم یُعهد فی کتب اللغـة توضیح هذه الـجهـة، وأنّ هذه الـباء متعلّقـة‏‎ ‎‏بهذه الـمادّة، کما هو الـظاهر، أم هی متعلّقـة بالـفعل الـمحذوف، فیکون‏‎ ‎‏الـبحث عنـه خارجاً عن هذه الـمسألـة، کما هو مختار جمع، ویؤیّدهم قولهم:‏‎ ‎‏«سبحان ربی العظیم وبحمده»؛ حیث فُصل بالـواو، فیکون فی جمیع هذه‏
‎[[page 211]]‎‏الـمواقع: «نحن نسبّح تسبیحاً ونحمد بحمدک»، وهذا أمر بعید فی حدّ ذاتـه.‏

والأظهر:‏ أنّ الـباء هنا باء الإبانـة والـتوضیح لکیفیـة الـتسبیح، وأنّـه‏‎ ‎‏تسبیح یشتمل علیٰ الـتنزیـه والـتقدیس الـملازم لإفادة جامعیتـه تعالـیٰ‏‎ ‎‏للکمالات واستحقاقـه للثناء؛ أی نسبّح بتسبیح فیـه الـحمد، وهو عین الـحمد،‏‎ ‎‏فالـبحث لغویّ.‏

‏ثمّ إنّ کلمـة «سبحان» تختصّ بخصوصیـة لکثرة الاستعمال، وذلک‏‎ ‎‏حذف فعلـه الـعامل فیـه بالـنصب فیقال: «سبحان الله أو سبحاناً أو‏‎ ‎‏سبحانی»... وهکذا، ولأجلـه منصوب دائماً لفظاً أو محلاًّ، وفیـه بعض الأقوال‏‎ ‎‏الاُخر الـباطلـة الـبعیدة عن الـصواب، کتوهّم أنّـه غیر منصرف، أو هو‏‎ ‎‏بمنزلـة «قبل» و«بعد» فی صورة الإفراد والانقطاع عن الإضافـة وغیر ذلک، ممّا‏‎ ‎‏یُضحِک الـثکلیٰ، فراجع کتب الـنحو.‏

‎ ‎

‎[[page 212]]‎

  • )) الصف (61) : 1، الحشر (59) : 1 .
  • )) راجع أقرب الموارد 1 : 489.
  • )) السجدة (32) : 15.

انتهای پیام /*