سورة البقرة

الوجه الخامس عشر : حول «تبدون» و«تکتمون»

الآیة الحادیة و الثلاثون و الثانیة و الثلاثون والثالثة و الثلاثون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161547 | تاریخ : 04/06/1385

الوجه الخامش عشر

‏ ‏

حول «تبدون» و«تکتمون»

‏ ‏

‏حذف الـعائد جائز وربّما یدلّ علیٰ الـعموم وإن کان فیـه إشکال بل منع‏‎ ‎‏عندنا؛ لـقصور دلالتـه علیٰ الـعموم اللفظی بالـضرورة، وأمّا الإطلاق فهو‏‎ ‎‏صفـة خارجـة عن اللفظ، ولا نحتاج فی إفادتـه الإرسال إلـیٰ حذف الـعائد،‏‎ ‎‏فلو قال اللّٰه تعالـیٰ: أعلم ما تبدونـه وما تکتمونـه یلزم سریان علمـه إلـی‏‎ ‎‏الـجمیع، فتأمّل.‏

والـذی هو الـمهمّ بحسب الـبلاغـة؛‏ عدم ذکر الـفعل الـماضی عند‏‎ ‎‏قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏مَا تُبْدُونَ‏»‏‏، وذکره عند قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَمَا کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ‏»‏‎ ‎‏والظاهر أنّ أرباب التفسیر ما الـتفتوا کثیراً إلـیٰ سؤالـه، فضلاً عن الجواب.‏


‎[[page 318]]‎والـذی یظهر لـی:‏ أنّ فی قصّـة آدم إلـیٰ هنا أمرین: أحدهما قصـة‏‎ ‎‏مذکورة وهو نسبـة الـفساد والـسفک إلـیٰ آدم وقصّـة غیر مذکورة، وتکون‏‎ ‎‏خیالـیـة وخطوراً ذهنیاً، وهو أنّ آدم یُفسد، وهو مفضول عملاً وعلماً، فکیف‏‎ ‎‏یُجعل خلیفةً وهذا سرّمکتوم، وکانوا یکتمونـه ولا یبدونـه، فالآیـة تشیر إلـی‏‎ ‎‏هذا الـمعنیٰ ظاهراً، ولأجلـه ورد قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ‏»‏‏ إلاّ أنّ‏‎ ‎‏الـصدق بالـمعنیٰ الـذی ذکرنا، لا بالـمعنیٰ الـذی ذکره الـمفسّرون؛ لـما‏‎ ‎‏عرفت أنّ الـخواطر الـذهنیـة لاتوصف بما یوصف بـه الـکلام من الـصدق‏‎ ‎‏والـکذب، فافهم واغتنم.‏

‎ ‎

‎[[page 319]]‎

انتهای پیام /*