سورة البقرة

المسألة السادسة : دلالة الآیة علیٰ أن الواضع هو اللّٰه

الآیة الحادیة و الثلاثون و الثانیة و الثلاثون والثالثة و الثلاثون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161559 | تاریخ : 23/05/1385

المسألة السادسة

‏ ‏

دلالة الآیة علیٰ أنّ الواضع هو اللّٰه

‏ ‏

‏اختلف الاُصولیون فی الـواضع: فمنهم من ذهب إلـیٰ أنّه اللّٰه تعالـیٰ،‏‎ ‎‏ومنهم من ذهب إلـیٰ أنّـه أشخاص مُعیَّنون.‏

‏ومنهم من ذهب إلـیٰ أنّ واضع الألفاظ هو نوع الـبشر، فیکون الـوضع‏‎ ‎‏تدریجیَّ الـوجود حسب مساس الـحاجـة والأغراض، وبعد انضمام الـقبائل‏‎ ‎‏والطوائف اتّسعت دائرة اللغات، وتکثّرت الألفاظ بالنسبة إلیٰ المعنیٰ الواحد.‏

وربّما یستدلّ‏ علیٰ الأوّل ببعض الآیات: ومنها قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَعَلَّمَ آدَمَ‎ ‎الأَسْمَاءَ کُلَّهَا‏»‏‏، فیعلم من ذلک أنّـه تعالـیٰ تصدّیٰ لـوضع الألفاظ للمعانی‏‎ ‎‏والـطبائع الـکلّیـة أوّلاً، ثمّ علّم آدم تلک الأسماء، فإذا عرض الـمعانی علیٰ‏‎ ‎‏الـملائکـة، و أبدیٰ لـهم تلک الـطبائع والـحقائق، ما کانوا عارفین بأسمائها،‏‎ ‎‏بخلاف آدم ‏‏علیه السلام‏‏، ثمّ بعد تعلُّم آدم تلک الألفاظ انتقل علمـه إلـیٰ ذرّیّتـه وبنیـه،‏‎ ‎‏فلا وجـه لـسائر الأقوال.‏


‎[[page 329]]‎أقول: ‏إنّ الـقائلین بهذه الـمقالـة یستثنون أعلام الأشخاص؛ لـقیام‏‎ ‎‏الـضرورة علیٰ أنّ واضعها آباء الأبناء، وإذا نظرنا ـ فی هذه الأعصار ـ إلـیٰ‏‎ ‎‏الـمعانی الـحدیثـة والألفاظ الـموضوعـة لـها، وإلـیٰ الـکتب الـمؤلّفـة‏‎ ‎‏وأسمائها نجد أنّ واضعها اللّٰه تعالـیٰ، وهکذا یتبیّن لـنا أنّ قصّـة تعلیم آدم تلک‏‎ ‎‏الأسماء لـیست من قبیل هذه الأسماء اللفظیـة، أو یکون وضع کلّ إنسان وضع‏‎ ‎‏اللّٰه تعالـیٰ؛ لأنّ جمیع الأفعال الـمستندة إلـیٰ الـمعلول، مستندةٌ إلـیٰ الـعلّـة‏‎ ‎‏بالأولویـة والأحقّیـة فلا منع من الـقول: بأنّ واضع الألفاظ هو اللّٰه تعالـیٰ؛‏‎ ‎‏لـعدم خروج شیء عن حکومتـه وقدرتـه، کما لا منع من کون الـواضع هو‏‎ ‎‏الـشخص لا الـنوع فی طول واضعیتـه. ‏

‏وأظهر من هذه الـمقالـة قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏لَمْ نَجْعَل لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیّاً‏»‏‎[1]‎‏.‏‎ ‎‏وسیظهر لـک زیادة توضیح حول مسألـة الأسماء والـمُسمَّیات، ما ینفعک فی‏‎ ‎‏هذه الـمرحلـة إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.‏

‎ ‎

‎[[page 330]]‎

  • )) مریم (19) : 7 .

انتهای پیام /*