سورة البقرة

المسألة الخامسة : نسبة الأفعال إلیه تعالیٰ

الآیة الحادیة و الثلاثون و الثانیة و الثلاثون والثالثة و الثلاثون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161565 | تاریخ : 17/05/1385

المسألة الخامسة

‏ ‏

نسبة الأفعال إلیه تعالیٰ

‏ ‏

‏من الـمسائل الـتی لابدّ من لـفت نظر الـمفسّرین إلـیها، مسألـة نسبـة‏‎ ‎‏الأفعال والأعمال إلـیٰ اللّٰه تعالـیٰ وإلـیٰ غیره، وملاحظـة الضمائر والـنسب‏‎ ‎‏ممّا تُعطی کثیراً من الـمعارف والـحکم.‏

‏مثلاً فی هذه الآیات نُسب تعلیم الـعلم إلـیـه تعالـیٰ، وهو ظاهر فی‏‎ ‎‏أنّـه تعالـی قد تصدّیٰ لـذلک مباشرة، ورَبَّ آدم ‏‏علیه السلام‏‏فی ذلک بالملاصقـة؛ علیٰ‏‎ ‎‏وجـه لا یلزم منـه خروج الـممکن عن حدّ الإمکان فیما لا یزال، ولا یلزم منـه‏‎ ‎‏نزول الـواجب عن حدّ وجوبـه، وقد مرّ، وذلک لأنّ الـوسائط الـموجودة فی‏‎ ‎‏الـبین موجودة بإیجاده تعالـیٰ ومستندة إلـیٰ إرادتـه، فیستند إلـیـه تعالـیٰ ما‏‎ ‎‏هو الـمتأخّر بنحو الأولویـة والأحقّیـة؛ لأنّـه الـمفیض حقیقـة، والـوسائط‏‎ ‎‏ممرّ الـفیض، فنسبـة الأفعال الـمتوسّطـة إلـیـه تعالـیٰ جائزة حسب‏‎ ‎‏الـموازین الـعقلیـة، ویستکشف من هذه الآیات کیفیـة وجود الـنسب، وحمل‏‎ ‎‏الانتساب علیٰ الـمجازیـة خلاف الاُصول الأوّلیـة، وهکذا نسبـة الـعرض‏‎ ‎‏إلـیـه تعالـیٰ، وغیر ذلک ممّا تریٰ فی هذه الآیات الـثلاث.‏

‏کما أنّ تخیّل: أنّـه تعالـیٰ مباشر لـهذه الأفعال ـ کما عن جماعـة من‏‎ ‎‏الـقشریین ـ نظراً إلـیٰ ظواهر الآیات الـشریفـة باطل عاطل عند ذوی الألباب‏‎ ‎‏والـنُّهیٰ والأبصار والـهُدیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 338]]‎

انتهای پیام /*