سورة البقرة

الأمر الثالث : حول کلمة «أبیٰ»

الآیة الرابعة و الثلاثون / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161587 | تاریخ : 26/04/1385

الأمر الثالث

‏ ‏

حول کلمة «أبیٰ»

‏ ‏

‏الإباء والاستکبار معلومان لـغـة، ولا اصطلاح لـخصوص الأوّل،‏‎ ‎‏وبحسب اللغـة لـیس هو مجرّد الـترک، بل هو الـترک الـمقرون بعدم الـتقبّل‏‎ ‎‏المقرون بالعلّـة، وهی التأنّف والـتکبّر، فیکون الاستکبار أحیاناً منشأ الإباء.‏


‎[[page 377]]‎‏وأمّا الاستکبار فربّما یتوهّم أنّ لـه اصطلاحاً فی الـکتاب الـعزیز‏‎ ‎‏الـمساوق للکفر والإلحاد والـزندقـة، ولا یُستعمل فی موارد الـفسق بترک‏‎ ‎‏الـواجب أو الـمحرّم مع الإذعان بالـحکم.‏

‏وهذا وإن کان بحسب کثیر من الآیات هکذا، إلاّ أنّه غیر ثابت، وغیر‏‎ ‎‏بالـغ عندنا إلـیٰ حدٍّ اکتست اللفظـة حقیقـة ثانویـّة أو اصطلاحاً قاطعاً،‏‎ ‎‏وللتدبّر والـتأمّل مجال واسع. وقد مرّ سائر شؤون الآیـة لـغـة وهیئـة وصرفاً‏‎ ‎‏فی الآیات الـسابقـة.‏

وغیر خفیّ: ‏أنّ «أبیٰ یأبیٰ» من الـشذوذ فی الـصرف، إلاّ أنّـه قد ذکر‏‎ ‎‏الـصرفیون موارد عدیدة علیٰ فَعَل یَفْعَل، ربّما تبلغ أربعـة عشر، مع أنّ ما توهّم‏‎ ‎‏أبوالـقاسم الـسعدی أنّ «أبیٰ یأبیٰ» بفتح الـعین بلا خلاف‏‎[1]‎‏ فی غیر محلّـه،‏‎ ‎‏فقد حکیٰ صاحب الـمُحکَم بکسر الـعین‏‎[2]‎‏.‏

‎ ‎

‎[[page 378]]‎

  • )) البحر المحیط 1 : 151.
  • )) نفس المصدر.

انتهای پیام /*