المسألة الثانیة
حول کلمة «أکل»
اعلم أنّ مادّة الأکل واضحـة الـمعنیٰ إلاّ أنّ هنا احتمالاً یحتاج إلـیٰ الـفحص الـدقیق، وهو انقلاب معناها الـلُّغوی إلـیٰ الأعمّ؛ بحیث صارت حقیقـة فی الأعمّ؛ للکثرة الـمعتنیٰ بها فی الـقرآن الـعزیز باستعمالـها فی الـتصرّف والانتفاع والاستفادة، فلایجوز دعویٰ اختصاص الآیـه فی قولـه تعالـیٰ: «لاَتَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْبَاطِلِ» بالأکل الـخاصّ، ولا قولـه تعالـیٰ: «أَنْ تَأْکُلُوا مِنْ بُیُوتِکُمْ»، وَلا کثیر من الآیات؛ من غیر حاجـة إلـی الـقرینـة، أو دعویٰ إلـغاء الـخصوصیـة والـقیاس والاستحسان. والـمسألـة بعدُ تحتاج إلـیٰ الـتأمّل والـتدبّر.
[[page 416]]