سورة البقرة

الوجه الخامس : حول إرجاع ضمیر «مِنْهَـٰا رَغَدَاً» إلیٰ الجنّة

الآیة الخامسة و الثلاثون إلی الآیة التاسعة والثلاثین / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161634 | تاریخ : 10/03/1385

الوجه الخامس

‏ ‏

حول إرجاع ضمیر ‏«‏‏مِنْهَـٰا رَغَدَاً‏‏»‏‏ إلیٰ الجنّة‏

‏ ‏

‏إرجاع الـضمیر فی قولـه: ‏‏«‏مِنْهَا رَغَداً‏»‏‏ إلـیٰ الـجنّـة مع أنّها لاتؤکل‏‎ ‎‏لا خلاف فیه من نظر، وتوسعة من جهة الأکل، ولاسیّما مع تأکیدها بقولـه:‏‎ ‎‏«‏رَغَداً‏»‏‏من جهـة اُخریٰ، وبالأخصّ بعد تنصیص الآیـة من جهـة الـتوسعـة‏‎ ‎‏الـمکانیـة بقولـه: ‏‏«‏حَیْثُ شِئْتُمَا‏»‏‏ مع أنّـه لاحاجـة إلـیٰ هذه الـتذکّرات من‏‎ ‎‏جهات شتّیٰ، بعد کفایـة إطلاق الأمر الإباحی.‏


‎[[page 436]]‎‏وأمّا الـنهی عن الـتقرّب فقد تعارف فی الـکتاب الـعظیم، مثل قولـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ: ‏‏«‏لاَ تَقْرَبُوا مَالَ الیَتِیمِ‏»‏‎[1]‎‏ وقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَلاَتَقْرَبُوا الزِّنَا‏»‏‎[2]‎‏، وهذا‏‎ ‎‏فیـه أیضاً تأکید بلیغ، ویجوز حمل الأمر هنا علیٰ الـتعبّد والإیجاب؛ لاستلزام‏‎ ‎‏الـتقرّب أحیاناً عصیان الـمولیٰ، ولازمـه تعدّد الـعصیان لـو تقرّب من مال‏‎ ‎‏الـیتیم وأکل، وهکذا فی مشابهات الـمسألـة.‏

‏ویجوز أن یکون الـنهی عن الـتقرّب، کنایةً عن الـتفکّر عن کیفیة‏‎ ‎‏الـولوج فی الـخلاف وکیفیـة الاستعانـة بالـغیر فی الـوصول إلـیـه، ویکون‏‎ ‎‏نهیاً کنائیاً عن أنحاء الاُمور الـموجبـة للعصیان؛ من الـتفکیر الـوحدانی‏‎ ‎‏والاجتماعی، والاستعانـة بالـغیر من الآلات والأناسی، وغیر ذلک، وهذا هو‏‎ ‎‏الأقرب إلـیٰ الـبلاغـة ووجوه الـمعانی الـرادعـة عن الـتحاقهما‏‎ ‎‏بالـظالـمین. واللّٰه هو الـمعین.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 437]]‎

  • )) الأنعام (6) : 152.
  • )) الإسراء (17) : 32.

انتهای پیام /*