المسألة السادسة
حول کلمة «اشتراء»
«الاشتراء» کالـشراء یأتی بمعنیٰ الـتملیک والـتملّک والـتبدیل وقبولـه، وفی کون الأصل فیـه هی الـمبادلة فی الأموال الـعرفیـة الاعتباریـة، أو هو
[[page 526]]لـمعنیً أعمّ، إلاّ أنّـه کثر فی الـبیع والـشراء الـمتعارَفین فی عصرنا، وجهان. لایبعد الأوّل، فلامجاز فی إسناده.
إلاّ أن یقال: إنّـه ولو کان الأصل أعمّ إلاّ أنّ کثرة استعمالـه فی الأخصّ أورث هُجران الأعمّ الأصل، فصار مجازاً فیـه، ومحتاجاً إلـیٰ الـقرینـة.
أو یقال: الأمر کذلک فی هذه الأعصار، دون عصر الـنزول، أو إنّ محیط الـمعاملات غیر محیط الاستعمالات، ففی کلّ محیط یکون معنیٰ الأصل والـفرع محفوظاً.
فما یقال: إنّـه فی الـقرآن الـعزیز مجاز، غیر واضح جدّاً.
وعندئذٍ لافرق بین الاشتراء والـشراء. نعم ربّما یوهم إدخال کلمـة الـباء فی الاسم الأوّل فی قولـه تعالـیٰ: «وَلاَتَشْتَرُوا بِآیَاتِی ثَمَناً قَلِیلاً» أنّ هذه الـکلمـة مجاز، ولإفادة الـمجازیـة وتأریخ حرکـة اللفظ من الـحقیقـة إلـیٰ الـمجاز، اُدخلت الـباء؛ کی یتوجّـه الـملّـة الإسلامیـة إلـی حدود تحفّظ الـکتاب الـعزیز. واللّٰه الـعالـم.
[[page 527]]